فكلما نقص الإِيمَان أو نقص طلب الحَقّ فإنَّه ينقص هَذَا النُّور، وكلما ازداد الْإِنْسَان في طلب الحقّ وَذلِك بالتعلم وقوي إيمانه ازداد نوره، ولذَلك تجد أن أهْل العِلْم تقوى معرفتهم بالشَّريعة بحسب ما أوثر عنهم من الإِيمَان والتَّقْوى.
قَوْلهُ:{نُورٌ عَلَى نُورٍ} ما هو النُّور الَّذِي على نور؟ النُّور نور هَذَا المصباح على نور ما في الزيت، فإن هَذَا الزيت أصله فيه إنارة يعني {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} فكَيْفَ إِذَا أصابته النَّار؟ كَذلِكَ نور الإِيمَان في الْقَلْب، مثل نور الزيت، ونور العِلْم والهداية مثل النَّار الَّتِي تصيب هَذَا الزيت وهَذَا مثل تقريبي وإلا فنور الإِيمَان والعلم في قلب المُؤْمِن أَشَدّ وأبلغ لكن لضرب الأَشْيَاء المعقولة بالأَشْيَاء المحسوسة تقريبًا فقط لا تحقيقًا ومساواة بل بينهما فرق.
قَوْلهُ:{يَهْدِي الله لِنُورِهِ} هَذَا النُّور الَّذِي يهدي الله هل هو النُّور الَّذِي يقذفه في قلب المُؤْمِن أو النُّور الَّذِي ينزله للنَّاس؟ الَّذِي ينزله للنَّاس، يهدي الله المُؤْمِن إلَيْه، فالذي ينزله الله سبحانه وَتَعَالَى إلى النَّاس من الوَحْي هو نور بلا شَك ويهدي إلَيْه من يشاء.