الفَائِدة السَّابِقة فضيلة المال إِذَا كَانَ عونًا على طاعة الله.
الفَائِدتان الثَّانية عشرة والثَّالِثَة عشرة: فضيلة إقامة الصَّلاة، وأن لها مزية على غيرها، فالصَّلاة هي من ذكر الله، فخصَّها بالذكر من بين الذكر، والتَّخصِيص بعد التعميم يدُلّ على فضيلة المخصص ومزيته، قَالَ تَعَالَى:{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}[القدر: ٤]، الروح: جبريل؛ خصَّه بالذكر مع أنَّه من الملائكة لشرفه وفضله، فتَخْصِيص إقامة الصَّلاة بعد ذكر ما هو أعمّ دَليل على مزيتها، وكَذلِك أيضًا فضيلة إيتاء الزَّكاة؛ وهاتان العبادتان هما أفضل العِبادات بعد التوحيد والرسالة، فإقامة الصلاة الركن الثَّاني، وإيتاء الزَّكاة الركن الثَّالث، ودائمًا يقرن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بينهما في القُرْآن.
الفَائِدة الرَّابِعَة عشرة: أن من تعبد لله خوفًا فهو محمود؛ لقَوْلهُ:{يَخَافُونَ يَوْمًا} لهو، وقد أثنى الله على من تعبّد خوفًا منه من الْعَذَاب، قَالَ تَعَالَى:{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}[الإنسان: ٧]، وهنا قَالَ:{يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}، وأثنى الله تَعَالَى على من تعبّد طلبًا؛ قَالَ تَعَالَى:{تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}[الفتح: ٢٩].
وفي هَذَا ردٌّ على من ذهب من الصُّوفية أو غيرهم إلى أن الأفضل في التعبد ألا يقصد الْإِنْسَان حظًّا لنفسه وإنَّما يعبد الله لذاته فقد، يعني أنك إِذَا عبدت الله لا تقصد فضل الله أو تحذر عقابه، يَقُوُلونَ: أعبد الله لله، فيقال لهم: لستم أكمل حالًا من النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصْحابه، وقد ذكر الله عنهم أنهم كانوا {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}،
= كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها، حديث رقم (٨١٦)؛ عن ابن مسعود.