للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهل فلان هو الرَّسُول؟

الجواب: لا، فلان بشر يأخذ من قَوْل الرَّسُول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، تارة يُخطئ وتارة يصيب، فإذا قِيلَ: وأنت أيضًا تخطئ وتصيب؟ أقول: صحيح أنا أُخطئ وأُصيب، لكن هَذَا كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - تأمله أنت، أنا لا أُلزمك أن تأخذ بما فهمتُ من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لكني أُلزمك أن تنظر إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ثم تنظر في قَوْل من قلدت، هل يَكُون موافقًا أو مخالفًا، أما أن تُعرض عن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتقول: أبدًا لا أنظر فيهما لأني أتبع فلانًا وفلانًا، هَذَا لا أوافقك عليه.

فهُنا فرق بين أن أدعوك إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله لتنظر فيهما وتتبعهما، وبين أن أقول: هَذَا كلام الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن ألزمك ما أفهمه أنا، أنا لا أُلزمك به لأني إِذَا ألزمتك به فقد دعوتك إلى ما نهيتك عنه، دعوتك إلى تقليدي.

ولكنَّنا ندعوك إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، المُهِمّ ألا تتحجر وتقول: أنا لا أتبع إلا فلانًا، بل يَجب عَليْك أن تتبع ما يدُلّ علَيْه الكتاب والسنة سواء وافق رأي مُقلَّدك أم خالفه، لكن البلية كل البلية هي مَسْأَلَة التقليد المحض، إلا أنَّنا ولله الحمد نبشر النَّاس بأن هَذَا بدأ يضعف في النَّاس، أعني التقليد المحض الَّذِي يَكُون حَتَّى مع ظهور الحَقّ وبَيانه هَذَا بدأ - ولله الحمد - يضعف في النَّاس وصَارَ النَّاس يتطلَّبون الأقوال الَّتِي تَكُون راجحة حسب دَلالَة الكتاب والسنة بقطع النَّظر عن كون فلان أخذ بها أو لم يأخذ بها.

قَوْلهُ: {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} إِعْراب هَذه الجُمْلَة: (ما) نافية لكنها تعمل عمل لَيْسَ عند الحجازيين وعند جميع النَّحويين، لكن لغة بني تميم لا يُعملونها

<<  <   >  >>