(٩٢ - (٣) بَاب الْعَمَل الصَّالح قبل الْقِتَال)
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: إِنَّمَا تقاتلون بأعمالكم، وَقَول الله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كبر مقتا عِنْد الله} [الصَّفّ: ٢ - ٣] الْآيَة.
وَفِيه الْبَراء: أَتَى النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] على رجل مقنع بالحديد، قَالَ: يَا رَسُول الله {أقَاتل وَأسلم. قَالَ أسلم ثمَّ قَاتل، فَأسلم ثمَّ قَاتل فَقتل.
قَالَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : عمل قليلٌ وأجرٌ كثيرٌ.
قلت: رَضِي الله عَنْك} الْمُطَابقَة بَين التَّرْجَمَة وَبَين] الحَدِيث [ظَاهر إِلَّا قَوْله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصَّفّ: ٢] لَكِن وَجهه على الْجُمْلَة أَن الله تَعَالَى عَاتب من قَالَ أَنه يفعل الْخَيْر، وَلم يَفْعَله. ثمَّ أعقب ذَلِك بقوله: {إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا} [الصَّفّ: ٤] . فَأثْنى على من وفى وَثَبت، ثمَّ قَاتل. وَالله أعلم. وَفِي الْآيَة بِالْمَفْهُومِ الثَّنَاء على من قَالَ وَفعل، فَقَوله الْمُتَقَدّم، وتأهبه للْجِهَاد عملٌ صالحٌ قدمّه على الْجِهَاد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute