منع من إِطْلَاقه. فَأَما قَوْله: " أذكرني آيه أسقطتها "، فَهُوَ صَرِيح فِي السَّهْو بِقَرِينَة قَوْله: " لقد أذكرني فَزَالَ الْوَهم فَجَاز الْإِطْلَاق.
وظنّ الشَّارِح أَن النهى عَن قَوْله: " نسيت " من قبيل الزام إِضَافَة الْأَفْعَال إِلَى الله لِأَنَّهُ خَالِقهَا حَقِيقَة، وإضافتها إِلَى الْغَيْر مجَاز.
وَهَذَا وهم مِنْهُ، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لَا طرد فِي كل فعل، ولعارض قَوْله: " أسقطتهن " ثمَّ هُوَ خلاف الْإِجْمَاع فِي جَوَاز إِضَافَة أَفعَال الْعباد إِلَيْهِم مَعَ الْعلم بِأَنَّهُ مخلوقة لله، فَلَيْسَ إِلَّا مَا قدّمته. وَالله أعلم.
وَلِهَذَا خلص الْوَهم بقوله: " هُوَ نسى " لِأَن هَذَا لَا يُوهم التّرْك من نَفسه عمدا، فَتَأَمّله.
(٣٤٨ - (٩) بَاب الترتيل فِي الْقُرْآن.)
٨ - (ورتل الْقُرْآن ترتيلاً} [المزمل: ٤] وَقَوله تَعَالَى: {وقرآناً فرقناه لتقرأه على النَّاس على مكث ونزلناه تَنْزِيلا} [الْإِسْرَاء: ١٠٦] . وَمَا يهذّ كهذّ الشّعْر.
وَقَالَ ابْن عَبَّاس: فرقناه: فصلناه.
فِيهِ عبد الله: إِن رجلا قَالَ: قَرَأت الْمفصل البارحة، فَقَالَ: هذّا كهذّ الشّعْر. إِنَّا قد سمعنَا الْقِرَاءَة، وَإِنِّي لأحفظ القرناء الَّتِي كَانَ يقْرَأ بهَا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ثَمَانِي عشرَة سُورَة من الْمفصل، وسورتين من آل حَامِيم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute