إن منعته عنه الموانع وصرفته عنه الصوارف من بأس وما أحسن ما قاله الشريف الرضي الموسوي
لا بد أن أركبها صعبة … وقاحة تحت علام وقاح
اجهدها أو تنثني بالردا … دون الذي أملت أو بالنجاح
أما فتى نال المنى فاشتفي … أو بطل ذاق الردى فاستراح
وكنت في أيام الطلب وعصر الشباب قد نظمت قصيدة في هذا المعنى على هذا النمط أذكر منها الآن أبياتا هي
قد أتعب السير رحالي وقد … آن لها بعد الوحى أن تراح
فما يهاب العتب من فاز من … غاية أمنيته بالنجاح
سعى فلما ظفرت بالمنى … يمينه ألقى العصى واستراح
فيا أيها العالم الصعلوك قد ظفرت برتبة أرفع من رتب الملوك ونلت من المعالي أعلاها ومن المناقب والفضائل أولاها بالشرف وأولاها فإن كل المعالي الدنيوية وإن تناهت فليست باعتبار المعالي العلمية والشرف الحاصل بها في ورد ولا صدر
فإنه يحصل للعالم أولا وبالذات الفوز بالنعيم الأخروي الدائم السرمدي الذي لا تعدل منه الدنيا بأسرها قيد شرط بل مقدار سوط
ويحصل له ثانيا وبالعرض من شرف الدنيا ما يصغر عنده كل شرف ويتقاصر دونه كل مجد ويتضاءل لديه كل فخر وإن من فهم مقدار ما في العلوم من العلو كان عند نفسه أعز قدرا وأعلى محلا وأجل رتبة من الملوك