للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طالب العلم أن يتخلى عنها قبل شروعه في البحث. أما المنهج الإيجابي: فيمكن للمرء أن يدرج تحته كل الأشياء التي دعا الشوكاني طلاب العلم إلى وجوب اتباعها حتى يمكنهم البحث على أسس سليمة، وهي:

١ - تقديم القرآن الكريم والسنة الصحيحة على قول كل عالم كائنًا مَنْ كان.

٢ - وجوب الوقوف على الدليل والحجة وعدم التقليد الأعمى، سواء كان عالمًا أم غير عالم فإذا ما كان الباحث عالمًا فإنه يمكنه الوقوف على الدليل من دون أن يرجع إلى غيره، لأنه استعد لذلك بما اشتغل به من الطلب والوقوف بين يدى أهل العلم ومشاركته لهم في معارف الاجتهاد. أما إذا لم يكن قد بلغ مرتبة العلماء فيمكنه الوقوف على الدليل بسؤال علماء الشريعة، على طريقة طلب الدليل واسترواء النص. وبذلك يكون مجتهدًا في طلب الدليل والحجة وفهمهما، بخلاف المقلد الذي يعمل بالرأي دون السؤال عن البرهان.

٣ - أن يعلم الباحث عن الحق أن الشريعة مبنية على جلب المصالح ودفع المفاسد؛ حتى إذا وجد أمرًا لم يرد فيه نص يخصه، ولا اشتمل عليه عموم، ولا تناوله إطلاق؛ فحق عليه أن يستحضر ذلك، ويرشد إليه، ويحكم وفقًا له.

٤ - تدبر الدلائل العامة، والتفكير فيما يندرج تحتها من المسائل بوجه من وجوه الدلالة المعتبرة. فإن الباحث إذا تمرن في ذلك وتدرب - صار مستحضرًا لدليل كل ما يُسأل عنه من الأحكام الشرعية. وهكذا التفكر في الكليات الصادرة عن النبي (ص)؛ فإن كثيرًا من عباراته صالحة لأن تكون كليات عامة تندرج تحتها كثير من المسائل الجزئية.

٥ - أن يعلم الباحث أن نصوص الشريعة قرآنًا وسنة يراد بها المعنى الحقيقى والمدلول الواضح، ولا يجوز الانتقال عنه إلا لعلاقة أو قرينة، كأن يكون هناك مسوّغ شرعى تتوقف عليه الصحة الشرعية أو العقلية التي يتفق عليها العقلاء.

<<  <   >  >>