للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ألم أنهك؟ فو الله مَا بِمَكّةَ نَادٍ أَعَزّ مِنْ نَادِيّ، فَأَنْزَلَ الله تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إلَى قَوْلِهِ: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ، سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ «١» الْعَلَقِ.


(١) روى البخارى عن ابن عباس قال: «قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلى عند الكعبة لأطأن على عنقه، فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: لئن فعل، لأخذته الملائكة» وكذا رواه الترمذى والنسائى فى تفسيرهما، وهكذا رواه ابن جرير. وروى أحمد والترمذى والنسائى وابن جرير- وهذا لفظه من طريق داود ابن أبى هند- عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصلى عند المقام، فمر به أبو جهل بن هشام، فقال: يا محمد! ألم أنهك عن هذا؟ وتوعده، فأغلظ له رسول الله- صلّى عليه وسلم، وانتهره، فقال: يا محمد بأى شىء تهددنى؟! أما والله إنى لأكثر هذا الوادى ناديا فأنزل الله: (فليدع ناديه، سندع الزبانية) وقال ابن عباس: لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته، وقال الترمذى: حسن صحيح. وعن أبى هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم، قال: فقال: واللات والعزى لئن رأيته يصلى كذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه فى التراب، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم- وهو يصلى ليطأ على رقبته، قال: فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقى بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال إن بينى وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة. قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا، قال: وأنزل الله لا أدرى فى حديث أبى هريرة أم لا: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) إلى آخر السورة، رواه مسلم وابن حنبل والنسائى وابن جرير وابن أبى حاتم، وهكذا تؤكد هذه الأحاديث فرضية الصلاة قبل الإسراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>