(١) ويقول بعض الباحثين أن إبراهيم وصف بالعبرانى لأنه منسوب إلى إحد آبائه الأقدمين المعروف باسم: عبر غير أن الدكتور «ولفنسون» الذى كان أستاذا للغات السامية فى جامعة مصرية هى جامعة القاهرة الآن. يرفض الرأيين، ويزعم أن كلمة عبرى لا ترجع إلى شخص بعينه أو حادثة معينة، وإنما هى ترجع إلى الموطن الأصلى لبنى إسرائيل، وكان هؤلاء أمة بدوية صحراوية لا يستقرون فى مكان بل يرحلون من بقعة إلى أخرى بالإبل والماشية بحثا عن الماء والمرعى، ثم يقول: وكلمة عبرى مشتقة من الفعل الثلاثى عبر بمعنى قطع مرحلة من الطريق أو عبر الوادى، أو النهر من عبره إلى عبره «شطه وجانبه» أو عبر السبيل شقها، وكل هذه المعانى نجدها فى هذا الفعل سواء فى العربية والعبرية، وهى فى مجملها تدل على التحول والتنقل الذى هو من أخص ما يتصف به سكان الصحراء وأهل البادية، فكلمة عبرى مثل كلمة بدوى، أى: ساكن الصحراء والبادية، وقد كان الكنعانيون والمصريون والفلسطينيون يسمون بنى إسرائيل: بالعبريين، ثم نفر بنو إسرائيل من هذه الكلمة بعد أن سكنوا المدن. ثم قال: وليس يوجد فى صحف العهد القديم ما يدل على تسمية لغة بنى إسرائيل بالعبرية، بل كانت تعرف تارة باسم اللغة اليهودية، وتارة باسم لغة كنعان ولم تعرف باسم العبرية إلا بعد السبى البابلى فى كتاب حكم ابن سيرا، وفى مصنفات المؤرخ اليهودى: يوصف، وفى المشنا والتلمود. -