الحمد لله رب العالمين بهذا الحمد الذى يجيش به القلب، وتفيض الحياة، ويتجاوب الوجود، أختم عملى فى هذا الكتاب الذى يتناول سيرة أقدس وأنبل حياة بشرية، كانت للناس نورا وحياة ورحمة، حياة خاتم النبيين محمد «صلوات الله وسلامه عليه» الذى بعثه الله لأمته، يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ، وَيُزَكّيهِمْ، وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ فتحقق ما وعد به الله، فكانوا خير أمة أخرجت الناس، إيمانا، وخلقا، وسلوكا فى الحياة، وتحكيما لهدى القرآن فى شئون الحياة.
وشهد الله لقد بذلت من الجهد ما أملك، وحاولت أن أقوم بما هو مفروض علىّ نحو هذا الكتاب «الروض الأنف» الذى سيطر على المعارف الإسلامية قرونا متطاولات.
فهو فوق كونه شرحا وتحقيقا لسيرة ابن هشام، يضم بين دفتيه كل أثر للثقافة الشاملة، التى كان الإمام السهيلى عليها فى عصره، والتى بسببها كان مصدرا لأمثال هؤلاء الأعلام «الإمام ابن القيم، والإمام الحافظ ابن حجر العسقلانى، وابن منظور» فى لسان العرب.
الكتاب سيرة، وتاريخ، وفقه، وعقيدة، ونحو، وأدب. والسهيلى إمام كبير فى كل ذلك.