للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

صَاحِبُ كَيْ قاووس، أَمْ غَيْرُهُ، وَالظّاهِرُ أَنّهُ لَيْسَ بِهِ، لِأَنّ مُدّةَ مَا بَيْنَ كَيْ قاووس وَكَيْ يستاسب بَعِيدَةٌ جِدّا، وَأَحْسَبُهُ كَمَا قَدّمْنَا أَنّهُ كَانَ مِنْ التّرْكِ، وَهَذَا كُلّهُ كَانَ فِي مُدّةِ الْكِينِيّةِ، وَعِنْدَ اشْتِغَالِهِمْ بِقِتَالِ الترك استعملوا بخت نصّر الْبَابِلِيّ عَلَى الْعِرَاقِ، فَكَانَ مِنْ أُمُورِهِ مَعَ بَنِي إسْرَائِيلَ وَإِثْخَانِهِ فِيهِمْ، وَهَدْمِهِ لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَإِحْرَاقِهِ لِلتّوْرَاةِ وَقَتْلِهِ لِأَوْلَادِ الْأَنْبِيَاءِ، وَاسْتِرْقَاقِهِ لِنِسَاءِ مُلُوكِهِمْ وَلِذَرَارِيّهِمْ مَعَ عَيْشِهِ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ حِينَ جَاسَ خِلَالَ دِيَارِهِمْ، مَا هُوَ مَشْهُورٌ فِي كُتُبِ التّفَاسِيرِ، وَمَعْلُومٌ عِنْدَ أَصْحَابِ التّوَارِيخِ «١» .

فَهَذِهِ جُمْلَةُ مُخْتَصَرَةٍ تَشْرَحُ لَك مَا وَقَعَ فِي كِتَابِ ابْنِ إسْحَاقَ مِنْ ذِكْرِ رُسْتُمَ واسفندياذ، وكانت الكينية قبل مدة عيسى بن مَرْيَمَ، أَوّلُهُمْ فِي عَهْدِ أفريدون قَبْلَ مُوسَى عليه السلام بمثين من السنين، وآخرهم فى مدة الاسكندر


(١) أخبار بختنصر فى الجزء الأول من تاريخ الطبرى ص ٥٣٨، وكان فى ايام لهراسب أحد ملوك الفرس، ويذكر الطبرى أن بختنصر وجد فى سجن بنى إسرائيل إرميا النبى، فسأله: ما خطبك: فأخبره أن الله بعثه إلى قومه- بنى إسرائيل؛ ليحذرهم الذى حل بهم- يعنى: من بختنصر- فكذبوه، وحبسوه؛ فقال بختنصر: يئس القوم قوم عصوا رسول ربهم. ثم أطلق سراحه، وأحسن إليه ص ٥٣٨ ج ١ وفى سفر أرميا إصحاح ٢٦ أن بنى إسرائيل هموا بقتل آرميا لأنه قال لهم: «ارجعوا كل واحد عن طريقه الردىء وعن شر أعمالكم.. ولا تسلكوا وراء آلهة أخرى لتعبدوها وتسجدوا لها» إصحاح ٢٥، وفيه أيضا أنه حذرهم من «نبوخذ راصر» أي: بختنصر فإن الله سيسلطه عليهم إن لم يرجعوا. ويقع سفر أرميا هذا فى أكثر من ستين صفحة، وكله حول هذا. وبعده سفر آخر اسمه: مراثى أرميا، وهى منسوبة إليه فى رثاء أورشليم بعد تخريب بختنصر لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>