للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كَمَا لَا يَدُلّ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِي الظّلّ: ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً الْفُرْقَانِ:

٤٦. عَلَى إعْدَامِ الظّلّ بِالْكُلّيّةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ فَلَمْ يَقُلْ: الْأَرْوَاحَ، لِأَنّهُ وَعَظَ الْعِبَادَ الْغَافِلِينَ عَنْهُ، فَأَخْبَرَ أَنّهُ يَتَوَفّى أَنْفُسَهُمْ، ثُمّ يُعِيدُهَا حَتّى يَتَوَفّاهَا، فَلَا يُعِيدُهَا إلَى الْحَشْرِ لِتَزْدَجِرَ النّفُوسُ بِهَذِهِ الْعِظَةِ عَنْ سُوءِ أَعْمَالِهَا؛ إذْ الْآيَةُ مَكّيّةٌ، وَالْخِطَابُ لِلْكُفّارِ، وَقَدْ تَنَزّلَتْ الْأَلْفَاظُ مَنَازِلَهَا فِي الْحَدِيثِ وَالْقُرْآنِ، وَذَلِكَ مَعْنَى الْفَصَاحَةِ وَسِرّ الْبَلَاغَةِ.

ابْنُ هَرْمَةَ:

فَصْلٌ: وَاسْتَشْهَدَ ابْنُ هِشَامٍ بِقَوْلِ ابْنِ هَرْمَةَ وَنَسَبُهُ فَقَالَ: فِهْرِيّ، وإنما هو خلجىّ، والخلج «١» اسمه: قيس ابن الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَاخْتُلِفَ فِي تَسْمِيَةِ بَنِي


(١) فى الاشتقاق: والخلج بطن يزعمون أنهم من قريش منهم ابن هرمة الشاعر، وفيه أيضا: الخلج يفتح فكسر الشاعر، واسمه: عبد الله، وسمى الخلج لقوله:
كأن تخالج الأشطان فيها ... شابيب تجود من الغوادى
وفى حاشية الاشتقاق للأستاذ عبد السلام هارون: وأما خلج بكسر الخاء وتخفيف اللام وسكونها فهو عبد الله بن الحارث بن عمرو بن وهب ابن الحارث، بن سعد الجعفى، وقيل: الخلج بفتح الخاء وكسر اللام. وفى الطبقات لابن قتيبة عنه: «هو من الخلج من قيس عيلان، ويقال: إنهم من قريش» وفى الأغانى أن نسبه ينتهى إلى قيس بن الحارث، وقيس: هم الخلج.. فلما تولى عثمان أثبتهم فى بنى الحارث بن فهر، وجعل لهم ديوانا، فسموا الخلج، لأنهم اختلجوا عما كانوا عليه من عدوان، وورد عن ابن هرمة فى سمط اللالى للبكرى ما نصه: «إبراهيم بن على بن سلمة من هرمة من خلج

<<  <  ج: ص:  >  >>