للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وكيف ثوائى بالمدينة بعد ما ... قَضَى وَطَرًا مِنْهَا جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ

وَهُوَ الْبَيْتُ الّذِي تَغَنّى بِهِ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي مَنْزِلِهِ، وَاسْتَأْذَنَ عُمَرَ فَسَمِعَهُ، وَهُوَ يَتَغَنّى، وَيُنْشِدُ بالركبانية، وَهُوَ غِنَاءٌ يُحْدَى بِهِ الرّكّابُ، فَلَمّا دَخَلَ عُمَرُ قَالَ لَهُ عَبْدُ الرّحْمَنِ: إنّا إذَا خَلَوْنَا، قُلْنَا مَا يَقُولُ النّاسُ فِي بُيُوتِهِمْ، وَقَلَبَ الْمُبَرّدُ هَذَا الْحَدِيثَ، وَجَعَلَ الْمُنْشِدُ عُمَرَ، وَالْمُسْتَأْذَنَ عَبْدَ الرّحْمَنِ، وَرَوَاهُ الزّبَيْرُ «١» كَمَا تَقَدّمَ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهَذَا الشّأْنِ.


- يقولون له قلبان من حفظه، فأنزل الله عز وجل: (مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جوفه) . أما جميل فقال عنه فى الاشتقاق: كان من أنم قريش لا يكتم شيئا، ص ١٣٠، وفى نسب قريش ورد كما قال السهيلى، وأنه قيل له ذو القلبين لعقله، وأنه شهد مع النبى حنينا، فقتل زهير بن الأغر الهذلى ص ٣٩٥، ولا نسب بينه وبين جميل صاحب بثينة. وفى ابن كثير أنها نزلت فى رجل من قريش، يقال له: ذو القلبين، وأنه كان يزعم أن له قلبين كل منهما بعقل وافر. فأنزل الله هذه الاية ردا عليه. هكذا روى العوفى عن ابن عباس، وقاله مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة واختاره ابن جرير، بينما يروى أحمد فى مسنده بسنده، عن ابن أبى ظبيان أن أباه حدثه قال: قلت لابن عباس: أرأيت قول الله تعالى: (ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) ما عنى بذلك؟ قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوما يصلى فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترون له قلبين. قلبا معكم، وقلبا معهم، فأنزلها الله، وهكذا رواه الترمذى، ثم قال: وهذا حديث حسن، وكذا رواه ابن جرير وابن أبى حاتم. وروى عبد الرازق بسنده عن الزهرى أنه بلغه أن ذلك كان فى زيد بن حارثة ضرب له مثل. يقول: ليس ابن رجل آخر ابنك، وكذا قال مجاهد وقتادة وابن زيد ... أقول. وهذا أليق وأنسب، فسياق الكلام فى التبنى وزيد بن حارثة.
(١) الذى فى نسب قريش لمصعب الزبيرى أن عمر مر بابن عوف ورباح بن عمرو يغنيهم غناء الركبان: فقال عمر: ما هذا؟ فقال عبد الرحمن: لا بأس نلهو ونقصر السفر عنا، فقال لهم عمر رضى الله عنه: فعليكم إذا بشعر ضرار بن الخطاب ابن مرداس ص ٤٤٨

<<  <  ج: ص:  >  >>