(٢) يجب أن نؤمن بأن هذا المصحف الذى نحن معه نتدبره، فيه كل كلام الله الذى نزله على محمد صلّى الله عليه وسلم دون نقص أو زيادة. وما يروى من مثل هذا. فإما أن تكون رواية ساقطة، وإما أن يكون من كلام ابن مسعود تعليقا منه على بعض آيات الكتاب المبين. كيف نحكم أن مثل «وقد تب» كانت فى المصحف ثم رفعت منه؟ أو كيف نحكم أن آية كذا كانت فيه، ثم حذفت؟. وأين نحن بهذا من قول الله: (إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون) الحجر: ٩ كيف نضرب المتواتر المحفوظ بحفظ الله بروايات ساقطة واهية مهما كان شأن رواتها، وشأن الكتب التى وردت فيها؟ وما الفرق بيننا وبين من يزعمون أن مصحفنا هذا ناقص مبتور حذف منه أبو بكر وعمر ما حذفا؟! اقذفوا بكل قول يزعم هذا فى جحيم. بعض ما قيل عن الصحيفة: قيل: إنها كانت فى هلال المحرم سنة سبع من النبوة، ورد هذا فى ابن سعد وابن عبد البر: وجزم به الحافظ فى الفتح، وقيل: سنة ثمان وكان اجتماعهم بخيف بنى كنانة وهو المحصب واختلف فى اسم كاتب الصحيفة. وفى رواية أنهم تواثقوا على هذا حتى يسلموا رسول الله «ص» للنقل، وكانت مدة الشعب سنتين كما ذكر ابن سعد أو ثلاثا كما ذكر موسى بن عقبة وفى نسب قريش ص ٢٥٤ أن الذى كتب الصحيفة عامر الشاعر لا منصور ابنه.