(١) روى الطبرى وابن أبى حاتم وابن المنذر والبزار وابن مردويه وغيرهم هذه الفرية التى نفثتها أحقاد الزنادقة فى صورة حديث منسوب إلى ابن عباس وسعيد ابن جبير، يقول إن رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- قرأ بمكة: والنجم، فلما بلغ: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، فنزلت الاية. وذكر القاضى عياض ما يلى: ويروى: ترتضى، وفى رواية: إن شفاعتها لترتجى، وإنها لمع الغرانيق العلى. وفى أخرى: والغرانقة العلى تلك الشفاعة ترتجى، ووقع فى بعض الروايات أن الشيطان ألقاها على لسانه، وأن النبى «ص» كان تمنى أن لو نزل عليه شىء يقارب بينه وبين قومه، وفى رواية أخرى: ألا ينزل عليه شىء ينفرهم عنه، وذكر هذه القصة. وأن جبريل- عليه السلام- جاءه، فعرض عليه السورة، فلما بلغ الكلمتين قال له: ما جئتك بهاتين. فحزن لذلك النبى «ص» ، فأنزل الله تعالى تسلية له: «وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى» . الاية. وقوله: (وإن كادوا ليفتنونك) وباطل القصة المفتراة أسود قاتم. ولكنى عنيت بنقل الرد عليها؛ لأن هذه الأسماء الاتية ذكرت مع هذه القصة، ولا شك فى أن كثيرا منهم لا يمكن أن نصدق أنه يرويها، أو يصدق بها مثل ابن عباس رضى الله عنه، وتدبر هذه الأسماء التى جعلتنى أعنى بدحض هذه الفرية الملعونة: «سعيد بن جبير، شعبة، أمية بن خالد الذى يقال عنه: إنه ثقة مشهور، وأبو بشر، ومحمد بن كعب القرظى ومحمد بن قيس وابن شهاب الزهرى، والسدى، وموسى ابن عقبة، وابن إسحاق وعكرمة وسليمان التميمى، والعوفى والبزار» من هؤلاء من له ذكر بايمان عظيم ومن له ذكر بما ينال شيئا من صدق إيمانه، وعفا الله عمن رواها دون تعقيب يهدمها من هؤلاء الذين نسبت إليهم رواية ما لهذه الأكذوبة، وإليك ما رد به القاضى عياض فى الشفاء على تلك الفرية النجسة: «هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند متصل سليم، وإنما أولع به وبمثله