(٢) فى رواية للبخارى أنه قال له: «إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم وتحمل الكل، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق» ونحن نلحظ أنه عين ما قالته أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها للنبى صلى الله عليه وسلم حين عاد إلى البيت ليلة الوحى والحديث فى البخارى بسنده عن عروة بن الزبير عن عائشة، وفيه أن أبا بكر خرج مهاجر إلى أرض الحبشة حتى بلغ برك- الكسر أشهر- الغماد، والدغنة بفتح الدال وكسر الغين وتخفيف النون، أو فتحها وفتح النون مع تشديدها، أو بضم الدال والغين وتشديد النون، وسمى بهذا لاسترخاء فى لسانه. أو لأن الدغنة أمه، أو أم أبيه، وقيل: دابته. وفى رواية البخارى: «وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة عشية فى أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج» وفيه أيضا: «فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه فى داره، ولا يستعلن بصلاته، ولا يقرأ فى غير داره، ثم بدا لأبى بكر، فابتنى مسجدا بفناء داره، وكان يصلى فيه، ويقرأ القرآن، فيتقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم» . رواه البخارى فى باب الهجرة إلى المدينة مطولا. وفى مواضع أخرى مختصرا.