للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الصّحِيحَيْنِ مِنْ ذَلِكَ قِصّةُ حَمْزَةَ حِينَ شَرِبَهَا، وَغَنّتْهُ الْقَيْنَتَانِ: أَلَا يَا حَمْزَ، لِلشّرُفِ «١» النّوَاءِ، فبقر خواصر الشارفين، واجتبّ أسنمتهما.


(١) الحديث كما قال. وخلاصته أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان قد أعطى عليا شارفا- والشارف من الإبل الناقة التى قد أسنت- من غنائم بدر غير شارف آخر كان لعلى نصيبا من غنائم بدر، وذهب على لبعض شأنه، والشارفان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، فلما عاد على وجدهما، وقد قطعت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فبكى على، وعرف أن فاعل ذلك هو عمه حمزة الذى كان مع جماعة من الأنصار يشربون الخمر، فسكر، وغنته جاريتان شعرا- سيأتى بعد- فقام وفعل بالشارفين ما تقدم ذكره، فذهب على يشكو النبى «ص» فذهب النبى «ص» إلى البيت الذى فيه حمزة، وطفق يلومه، فراح يصعد النظر فى رسول الله «ص» عدة مرات، ثم قال حمزة: هل أنتم إلا عبيد لأبى، فعرف الرسول «ص» أنه قد ثمل- أى غشاه السكر- فنكص على عقبيه القهقرى، وقد غنت الجاريتان حمزة بما يأتى:
ألا يا حمز الشرف النواء ... وهن معقلات بالفناء
ضع السكين فى اللبات منها ... وضر جهن حمزة بالدماء
وعجل من أطايبها لشرب ... قديدا من طبيخ أو شواء
وقد أراد الذى أمر القينتين أن تغنيا هذا بعث همة حمزة- لما عرف من كرمه- لنحر الناقتين. والنواء بكسر النون جمع ناوية، وهى الناقة السمينة. والشرب بكسر الشين وسكون الراء جمع شارب، والفناء بكسر الفاء: جانب الدار التى كانوا فيها، وضرج: لطخ، القديد: الاحم المطبوخ. وفى معجم الشعراء للمرزبانى أن هذا الشعر لعبد الله بن السائب بن أبى السائب المخزومى، ولكنه غير أنصارى. والقهقرى: المشى إلى خلف، وهذه حكمة عظيمة من الرسول «ص» ، إذ خشى ازدياد عبث حمزة فى حال سكره، فينتقل من القول إلى الفعل. وعند ابن أبى شيبة أن الرسول «ص» أغرم حمزة ثمن الناقتين. وقد روى البخارى الحديث فى باب الخمس، وغنائم بدر

<<  <  ج: ص:  >  >>