فَصْلٌ: ذَكَرَ أَنّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يجلس إلى مبيعة
(١) هدى القرآن يؤكد أن كل رسول دعا إلى الإسلام، لأنه هو دين الله الذى به أرسلوا جميعا، ويقول الدكتور بوست فى قاموسه عن يهود: «أطلقت هذه الكلمة أولا على بنى يهوذا تمييزا لهم عن الأسباط العشرة الذين سموا: إسرائيل إلى أن تشتت الأسباط أولا، وأسر يهوذا ثانيا، فمن ثم دعى جميع نسل يعقوب يهودا، وفى أيام المسيح والرسل انقسم كل العالم إلى يهود وأمم» وقد روى البيهقى حديث هؤلاء فى دلائل النبوة وأعلام الرسالة. هذا وقد ذكر النسائى أن آيات سورة المائدة (ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ) قد نزلت فى حق النجاشى، بينما يروى الطبرانى أنها فى حق كرابين أى: فلاحين، جاؤا مع جعفر بن أبى طالب ص ٨٦ ج ٢ تفسير ابن كثير. وهذا الاختلاف يحتم علينا ألا نعتمد كثيرا على ما روى من أسباب النزول. وذكر الإمام أحمد وابن جرير، وابن أبى حاتم فيما نزل فى حق المستضعفين أن الذى مر على الرسول. «ص» هو الأقرع ابن حابس التميمى وعيينة بن حصن، فطلبوا منه أن يبعد المستضعفين عنه، وأن يقعد معهم متى شاء حين يفرغون منه، فأجابهم إلى طلبهم، ولكن قال ابن كثير عنه: إنه حديث غريب، لأن الاية مكية. والأقرع وعيينة، أنما أسلما بعد الهجرة يزمن طويل، وروى الحاكم غير هذا.