للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

- اللهَ سُبْحَانَهُ سَيَرْفَعُهُمَا، وَيَذْهَبُ بِهِمَا عِنْدَ رَفْعِ الْقُرْآنِ وَذَهَابِ الْإِيمَانِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى الْأَرْض خَيْر، وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) وَفِي حَدِيثٍ مُسْنَدٍ ذَكَرَهُ النّحَاسُ فِي الْمَعَانِي بأتم من هذا فاختصرته، وَوَقَعَ فِي كِتَابِ الْمُعَلّمِ لِلْمَازَرِيّ قَوْلٌ رَابِعٌ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْأَقْوَالِ قَالَ: كَانَ الْإِسْرَاءُ بِجَسَدِهِ فِي الْيَقَظَةِ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَكَانَتْ رُؤْيَا عَيْنٍ، ثُمّ أُسْرِيَ بِرُوحِهِ إلَى فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ، وَلِذَلِكَ شَنّعَ الْكُفّارُ قَوْلَهُ: وَأَتَيْت بَيْتَ الْمَقْدِسِ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ، وَلَمْ يُشَنّعُوا قوله فيما سوى ذلك «١» .


- الإسراء فى كتاب التوحيد: «إن شريك. اضطرب فى هذا الحديث، وساء حفظه، ولم يضبطه» ويقول عن روايات حديث الإسراء: «وإن اختلفت عبارات الرواة فى أدائه، أو زاد بعضهم فيه، أو نقص منه، فإن الخطأ جائز على من عدا الأنبياء عليهم السلام، ومن جعل من الناس كل رواية خالفت الأخرى مرة على حدة، فأثبت إسراآت متعددة، فقد أبعد، وأغرب، وهرب إلى غير مهرب، ولم يتحصل على مطلب، وقد صرح بعضهم من المتأخرين بأنه عليه السلام أسرى به مرة من مكة إلى بيت المقدس فقط، ومرة من مكة إلى السماء فقط، ومرة إلى بيت المقدس، ومنه إلى السماء، وفرح بهذا المسلك، وأنه قد ظفر بشىء يخلص به من الإشكالات، وهذا بعيد جدا، انظر تفسير سورة الإسراء من تفسير ابن كثير، ولعلنا ندرك أنه ما دفع هؤلاء إلى هذا إلا التناقض البادى بين روايات حديث الإسراء، وإلا إيمانهم بأن كل هذه المتناقضات تنتسب حقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أنا فأومن أن الرسول لا يقول إلا حقا وصدقا، ولا يمكن أن يصيبه النسيان الماكر، وهو يقص علينا آية من آيات ربه الكبرى. وما عرضت نفسى لغضب الناس إلا اتقاء لغضب الله، فإن يك هذا الظن منى صوابا فمن الله، وإلا فمنى، والله الهادى إلى ما يحبه ويرضاه.
(١) هذا رأى سديد، وهو بعض ما ذهب إليه الإمام ابن القيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>