ــ ــ - أهواؤهم إلى تقليد رؤسائهم، ومن مضى من أسلافهم، فتأولوا من القرآن على آرائهم تأويلا لم ينزل الله به سلطانا، ولا أوضح به برهانا، ولا نقلوه عن رسول رب العالمين، ولا عن السلف المتقدمين، فخالفوا روايات الصحابة عليهم السلام عن نبى الله صلوات الله عليه وسلامه فى رؤية الله عز وجل بالأبصار، ودفعوا أن يكون لله وجه مع قوله عز وجل: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ وأنكروا أن يكون له يدان مع قوله: لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ وأنكروا أن يكون له عين مع قوله تَجْرِي بِأَعْيُنِنا، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي وبعد أن أصدر حكمه على مؤولة الصفات ومعطلتها بالزيغ قال: «فإن قال لنا قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة. فعرفرنا قولكم الذى به تقولون وديانتكم التى بها تدينون، قيل له، قولنا الذى نقوله به، وديانتنا التى ندين بها: التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا «ص» ، وما روى عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، ثم فصل معتقده تفصيلا واضحا، ورد فى قوة على مؤولة الصفات، وإليك بعض ما قاله: «فمن سألنا، فقال: أتقولون: إن لله سبحانه وجها؟ قيل له نقول ذلك خلافا لما قاله المبتدعون. وقد دل على ذلك قول الله عز وجل: (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) وإن سئلنا: أتقولون إن لله يدين؟ قيل نقول ذلك، وقد دل عليه قوله عز وجل: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) وقال عز وجل: (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) وقال عز وجل: (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) الخ. وقد ذكر كل هذا فى كتابه الإبانة تحت هذا العنوان «باب الكلام فى الوجه والعينين والبصر واليدين» كما فصل معتقده فى كتابه (مقالات الإسلاميين، وقد ورد معتقده فى كتاب الإبانة من ص ٧ إلى ص ٤١ وهو مطبوع سنة ١٣٤٨. أما فى مقالات الإسلاميين فقد ورد فى ص ٣٢٠ وما بعدها ح ١ من طبع النهضة. وانظر أيضا تبيين كذب المفترى فيما نسب إلى الإمام أبى الحسن الأشعرى للامام ابن عساكر فقد فصل ما ذكره الأشعرى فى الإبانة، وانظر كتابى «الصفات الإلهية» فقد استقصيت فيه القول عن الصفات عن-