عليه وسلم- أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس، فكان يصلى بين الركنين، وهو مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجمع بينهما، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس؛ قاله ابن عباس والجمهور، ثم اختلف هؤلاء، هل كان الأمر به بالقرآن، أو بغيره؟ على قولين، وحكى القرطبى فى تفسيره.. أن التوجه إلى بيت المقدس كان باجتهاده عليه السلام، والمقصود أن التوجه إلى بيت المقدس بعد مقدمه- صلى الله عليه وسلم- المدينة، واستمر الأمر على ذلك بضعة عشر شهرا، وكان يكثر الدعاء والابتهال أن يوجه إلى الكعبة التى هى قبلة إبراهيم عليه السلام، فأجيب إلى ذلك وأمر بالتوجه إلى البيت العتيق، فخطب رَسُولُ اللهِ- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- النّاسَ، فأعلمهم بذلك، وكان أول صلاة صلاها إليها صلاة العصر، كما تقدم فى الصحيحين من رواية البراء، ووقع عند النسائى من رواية أبى سعيد بن المعلى أنها الظهر ... وذكر غير واحد من المفسرين وغيرهم أن تحويل القبلة نزل على رسول الله، وقد صلى ركعتين من الظهر، وذلك فى مسجد بنى سلمة، فسمى مسجد القبلتين: وفى حديث نويلة بنت مسلم أنهم جاءهم الخبر بذلك، وهم فى صلاة الظهر، قال: فتحولت الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال ذكره الشيخ أبو عمر بن عبد البر النمرى، وأما أهل قباء، فلم يبلغهم الخبر إلى صلاة الفجر من اليوم الثانى كما جاء فى الصحيحين، وهى محاولة للجمع بين التى تروى أنها صلاة العصر، وبين التى تروى أنها صلاة الصبح..