ما تحول إلى الكعبة إلا ميلا إلى دين قومه، وحبا لبلده، أو: بداله فرجع إلى قبلة آبائه، ويوشك أن يرجع إلى دينهم، وسمى هذه حجة كقوله تعالى: حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ لأنهم يسوقون مساقها وقيل: الحجة بمعنى الاحتجاج، وقيل: الاستثناء للمبالغة فى نفى الحجة رأسا ... وقرئ (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) على أنه استئناف بحرف التنبيه» : وفى تفسير الجلالين: «إلا الذين ظلموا منهم بالعناد، فإنهم يقولون: ما تحول إليها إلا ميلا إلى دين آبائه، والاستثناء متصل، والمعنى: لا يكون لأحد عليكم كلام إلا كلام هؤلاء» ويقول ابن كثير «إلا الذين ظلموا منهم يعنى: مشركى قريش، ووجه بعضهم حجة الظلمة- وهى داحضة- أن قالوا: هذا الرجل يزعم أنه على دين إبراهيم، فإن كان توجهه إلى بيت المقدس على ملة إبراهيم، فلم رجع عنه؟ والجواب: أن الله تعالى اختار له التوجه إلى البيت المقدس أولا لما له تعالى فى ذلك من الحكمة، فأطاع ربه تعالى فى ذلك، ثم صرفه إلى قبلة إبراهيم، وهى الكعبة، فامتثل أمر الله فى ذلك أيضا»