للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَرَأَى مَالِكٌ مِيرَاثَ السّائِبَةِ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَرَ وَلَاءَهُ لِمَنْ سَيّبَهُ، فَكَانَ لِلتّسْيِيبِ وَالْعِتْقِ عِنْدَهُ حُكْمَانِ مُخْتَلِفَانِ، وَسَالِمٌ هَذَا هُوَ الّذِي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ أَنْ تُرْضِعَهُ لِيَحْرُمَ عَلَيْهَا، فأرضعته وهود ذُو لِحْيَةٍ «١» :

فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ جَازَ لَهُ أَنْ يَنْظُرَ إلَى ثَدْيِهَا، فَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ أَنّهَا حَلَبَتْ لَهُ فِي مِسْعَطٍ «٢» وَشَرِبَ اللبن، ذكر ذلك محمد بن حبيب.


(١) عند مسلم من طريق القاسم عن عائشة أن سالما كان مع أبى حذيفة، فأتت سهلة بنت سهيل بن عمرو رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن سالما بلغ ما يبلغ الرجال، وأنه يدخل على، وأظن فى نفس أبى حذيفة من ذلك شيئا، فقال: أرضعيه تحرمى عليه، ورواه مالك فى الموطأ عن الزهرى عن عروة: وأخرجه البخارى من طريق الليث عن الزهرى موصولا. لكن أيصدق حكم الرضاعة على من هو فى مثل سنه، والقرآن يقول: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ ويخبر أن حمل الطفل وفصاله ثلاثون شهرا؟ فهل يمكن أن يسمى رضيعا رجل فى مثل من أبى حذيفة وله لحية؟ هذا وقد روى البخارى ومسلم والنسائى والترمذى من طريق مسروق عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رفعه خذوا القرآن من أربعة من ابن مسعود وسالم مولى أبى حذيفة، وأبى بن كعب، ومعاذ بن جبل. وكان أبو حذيفة يرى أنه ابنه، فأنكحه ابنة أخته فاطمة بنت الوليد بن عتبة. فلما أنزل الله: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ رد كل أحد تبنى ابنا من أولئك إلى أبيه ومن لم يعرف أبوه رد إلى مواليه. أخرجه مالك فى الموطأ عن الزهرى عن عروة بهذا، وفيه قصة إرضاعه.
(٢) ويحكى أيضا بضم الميم والعين وسكون السين وهو آنية السعوط تعليق على منازل المهاجرين: يقول الخشنى عن خباب مولى عتبة أى يروى

<<  <  ج: ص:  >  >>