للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فَأَخَذَتْهُ اسْتِحْسَانًا لَهُ، فَقَالَ الطّائِيّ يَصِفُ السّحَابَ:

دُهْمٌ إذَا وَكَفَتْ فِي رَوْضِهِ طَفِقَتْ ... عُيُونُ أَزْهَارِهَا تَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ

وَقَالَ أَبُو الطّيّبِ، وَزَادَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى:

فَلَا تُنْكِرْنَ لَهَا صَرْعَةً ... فَمِنْ فَرَحِ النّفْسِ مَا يَقْتُلُ

وَقَالَ بَعْضُ الْمُحَدّثِينَ:

وَرَدَ الْكِتَابُ مِنْ الْحَبِيبِ بِأَنّهُ ... سَيَزُورُنِي فَاسْتَعْبَرَتْ أَجْفَانِي

غَلَبَ السّرُورُ عَلَيّ حَتّى إنّهُ ... مِنْ فَرْطِ مَا قَدْ سَرّنِي أَبْكَانِي

يَا عَيْنُ صَارَ الدّمْعُ عِنْدَك عَادَةً ... تَبْكِينَ فِي فَرَحٍ وَفِي أَحْزَانِ

مَكّةُ وَالْمَدِينَةُ:

فَصْلٌ: وَمِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السّلَامُ حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكّةَ، وَوَقَفَ عَلَى الْحَزْوَرَةِ «١» ، وَنَظَرَ إلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ: وَاَللهِ إنّك لَأَحَبّ أَرْضِ اللهِ إلَيّ، وَإِنّك لَأَحَبّ أَرْضِ اللهِ إلَى اللهِ، وَلَوْلَا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت «٢» برويه الزّهرىّ عن أبى سلمة


(١) الحزورة كانت سوق مكة، وأدخلت فى المسجد لما زيد، وباب الحزورة معروف من أبواب المسجد الحرام. وعن ابن الأثير فى النهاية أنها موضع بمكة عند باب الخياطين، وهو بوزن قسورة. وعن الشافى: الناس يشددون الحزورة، والحديبية، وهما مخففتان.
(٢) أخرجه أحمد والنسائى والترمذى، وقال: حديث حسن صحيح وأخرجه أبو حاتم بن حبان فى التقاسيم والأنواع، وسعيد بن منصور فى سننه وذكره رزين عن الموطأ، ولكنه ليس فى موطأ يحى بن يحيى، وأخرجه أحمد فى المسند

<<  <  ج: ص:  >  >>