للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تُوُرّثْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْمِ حَلِيمَةَ ... إلَى الْيَوْمِ قد جرّ بن كلّ التّجارب «١»


(١) جاء فى مغنى اللبيب عن من ما يأتى تأتى على خمسة عشر وجها أحدها: ابتداء الغاية، وهو الغالب عليها حتى ادعى جماعة أن سائر معانيها راجعة إليه، وتقع لهذا المعنى فى غير الزمان نحو: من المسجد الحرام. إنه من سليمان قال الكوفيون والأخفش والمبرد وابن درستويه: وفى الزمان أيضا بدليل: من أول يوم، وفى الحديث: فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة. وقال النابغة:
تخيرن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم قد جربن كل التجارب
وقيل: التقدير من مضى أزمان يوم حليمة، ومن تأسيس أول يوم، ورده السهيلى بأنه لو قيل هكذا لاحتيج إلى تقدير الزمان» وعلق الأمير فى حاشيته على هذا بقوله: «الظاهر أنه لا رد وأنه لا مانع من جعله نفس المضى» والتأسيس مبدأ كما تجعل الدار مبدأ للخروج، ولا حاجة لتقدير زمن، ثم معنى ابتداء الخروج مثلا من الدار أنه أول ما تحقق نشأ منها وكذا ابتداء العلم من زيد فى قولك أخذت العلم من زيد، وليس بلازم أن الخروج مثلا أمر ممتد له مبدأ لما أنه يقال: خرجت من الدار بمجرد مفارقته لها، وكذلك الابتداء فى إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة أى نداء ناشئا من يوم الجمعة، وأما من أول يوم، فالمراد بالتأسيس فيه: الوضع والبناء لا خصوص وضع الأساس الذى لا يمتد، وتوقف الرضى فى معنى الابتداء فى الآيتين، وقال: الظاهر أنها بمعنى فى، ونيابة حروف الجر بعضها عن بعض غير عزيزة، ثم قال: الظاهر مذهب الكوفيين، وأنها تأتى للابتداء فى الزمان إذ لا مانع من قولك صمت من أول الشهره إلى آخره. ونمت من أول الليل إلى آخره» وأقول إن من تفيد ابتداء الغاية المكانية باتفاق من البصريين والكوفيين، بدليل أن الغاية تنتهى بعدها. ويرى الكوفيون والأخفش والمبرد وابن درستويه وبعض البصريين أنها تفيد أيضا ابتداء الغاية الزمانية. والشاهد ما ذكر والحديث المروى فى البخارى: فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة، وقول بعض العرب الذى رواه الأخفش فى المعانى: من الآن إلى الغد:

<<  <  ج: ص:  >  >>