للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَإِذْ كَانَ الْإِسْلَامُ ضَعِيفًا. قَالَ: وَكَانَ لِلْيَهُودِ إذْ ذَاكَ نَصِيبٌ فِي الْمَغْنَمِ إذَا قَاتَلُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، كَمَا شَرَطَ عَلَيْهِمْ فِي هَذَا الْكِتَابِ النّفَقَةَ مَعَهُمْ فِي الْحُرُوبِ.

الْمُؤَاخَاةُ بَيْنَ الصّحَابَةِ فَصْلٌ الْمُؤَاخَاةُ بَيْنَ الصّحَابَةِ: آخَى رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ أَصْحَابِهِ حِينَ نَزَلُوا الْمَدِينَةَ، لِيُذْهِبَ عَنْهُمْ وَحْشَةَ الْغُرْبَةِ وَيُؤْنِسَهُمْ مِنْ مُفَارَقَةِ الْأَهْلِ وَالْعَشِيرَةِ، وَيَشُدّ أَزْرَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضِ، فَلَمّا عَزّ الْإِسْلَامُ وَاجْتَمَعَ الشّمْلُ، وذهبت الوحشة أنزل الله سبحانه: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ الْأَنْفَالُ ٧٥ أَعْنِي فِي الْمِيرَاثِ «١» ، ثُمّ جعل المؤمنين كلهم إخوة


(١) من أين جاء بهذا، وليس فى آيات الميراث شىء من هذا؟، هذا وقد أنكر الإمام ابن تيمية رضى الله عنه فى منهاج السنة النبوية المؤاخاة بين المهاجرين والمهاجرين. وأقول: إنه ينكر هذه المؤاخاة بمعناها الخاص المعروف، وإلا فالمسلم من أول يوم هو أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. ولنتدبر ما ذكر الله فى أول سورة الحشر عما فعل الأنصار باخوتهم المهاجرين، ففى هدى الله هداية الحق والنور المبين لا فى كلام السهيلى أو غيره ويقول الإمام ابن القيم: «وقد قيل: إنه آخى بين المهاجرين بعضهم مع بعض مؤاخاة ثانية، واتخذ فيها عليا أخا لنفسه. والثابت الأول. يعنى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار- والمهاجرون كانوا مستغنين بأخوة الإسلام، وأخوة الدار، وقرابة النسب عن عقد مؤاخاة بخلاف المهاجرين مع الأنصار، ولو آخى بين المهاجرين، كان أحق الناس بأخوته أحب الخلق إليه، ورفيقه فى الهجرة، وأنيسه فى الغار، وأفضل الصحابة، وأكرمهم عليه: أبو بكر الصديق، وقد قال: لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا، لا تخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام أفضل، «الصحيحان

<<  <  ج: ص:  >  >>