للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فَطَلّقَاهُمَا بِعَزْمِ أَبِيهِمَا عَلَيْهِمَا وَأُمّهِمَا حِينَ «١» نَزَلَتْ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ فَأَمّا عُتَيْبَةُ، فَدَعَا عَلَيْهِ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَلّطَ اللهُ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابِهِ فَافْتَرَسَهُ الْأَسَدُ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ، وَهُمْ نِيَامٌ حَوْلَهُ، وَأَمّا عُتْبَةُ وَمُعَتّبٌ ابْنَا أَبِي لَهَبٍ، فَأَسْلَمَا وَلَهُمَا عَقِبٌ.

وَقَوْلُهُ فِي خَبَرِ هِنْدٍ فَلَا تَضْطَنِي مِنّي. تَضْطَنِي، أَيْ. لَا تَنْقَبِضِي عَنّي وَشَاهِدُهُ [قَوْلُ الطّرِمّاحِ بْنِ حَكِيمٍ] :

إذَا ذُكِرَتْ مَسْعَاةُ وَالِدِهِ اضْطَنَى ... وَلَا يَضْطَنِي مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الْفَضَائِلِ «٢»

هَكَذَا وَجَدْته فِي حَاشِيَةِ الشّيْخِ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ فِي الْحَمَاسَةِ:

يُضْنِي بِالضّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَأَنّهُ يَفْتَعِلُ مِنْ الضّنَى وَهُوَ الضعف


(١) أنظر ص ٢٢ كتاب نسب قريش للمصعب الزبيرى.
(٢) البيت من قصيدة الطرماح بن حكيم أولها
لقد زادنى حبا لنفسى أننى ... بغيض إلى كل امرىء غير طائل
وإنى شقى باللئام ولا ترى ... شقيا بهم إلا كريم الشمائل
وهى فى الحماسة: يضطنى كما روى السهيلى البيت، لا كما قال بعده. وقد شرح بما يأتى: اضطنى افتعل من الضنى أى أنه يضنى إذا ذكر صنيع والده لقبحه ومع هذا يشتم أهل الفضائل ولا يضنى منه. ويقول الخشن فى شرح السيرة فى تفسير تضطنى: من رواه بالضاد والنون المخففة. فمعناه: لا تختفى ولا تستحيى وأصله: الهمز، يقال: اصطنأت المرأة: إذا استحيت، فحذف الهمزة تخفيفا. ومن رواه: تظطنى فهو من ظننت التى بمعنى: اتهمت، أى: لا تتهمنى ولا تسترب منى.

<<  <  ج: ص:  >  >>