(١) لم يخرج قصة تمثل إبليس فى صورة سراقة أحد من أصحاب الصحيح فهى إما من رواية الكلبى عن ابن عباس، وهى أوهن من بيت العنكبوت، فإذا انضم إليها رواية محمد بن مروان السدى الصغير، فهى سلسلة الكذب. وأما على بن أبى طلحة، فقد أجمعوا على أنه لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ عن مجاهد أو سعيد بن جبير، ولا خلاف فى كونهما من الثقات، ولكن ابن عباس كان ابن خمس سنين يوم بدر، فروايته لأخبارها منقطعة. كما روى الواقدى، وهو غير ثقة فى الرواية. انظر تفسير المنار للآية. أقول واللَّه تعالى يقول عن إبليس (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) ويقول: (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر، فلما كفر قال إنى برىء منك، إنى أخاف الله) الأولى تثبت أننا لا نرى إبليس وقبيله وهو يرانا، والأخرى تشبه آية الأنفال. فهل يتمثل الشيطان جسدا لكل كافر ويقول له هذا؟ كما أن الله يقول (وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) فلم لا يكون الشيطان هنا شيطانا من الإنس؟ أو يكون هو الشيطان بوسوسته هو وقبيله لا بجسده؟ واقرأ سورة الناس، ولهذا لم يخرج القصة أحد من أصحاب الكتب الستة.