للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَقَوْلُهُ بِخَلّ، هُوَ الطّرِيقُ فِي الرّمْلِ، وَالْهَجْهَجَة مِنْ قَوْلِك: هَجْهَجْت بِالذّئْبِ إذَا زَجَرْته. قَالَ الشّاعِرُ:

لَمْ يُنْجِهِ مِنْهَا صِيَاحُ الْهَجْهَجِ

«١» وَقَوْلُهُ: بقرقرة وهدر. القرقرة صوت شديد منقطع، وَجَاءَ فِي صِفَةِ عَامِرٍ الْحَدّاءِ أَنّهُ كَانَ قراقرىّ الصوت، فلما كبر وصعف صَوْتُهُ، قَالَ:

أَصْبَحَ صَوْتُ عَامِرٍ صَئِيّا ... أَبْكَمَ لَا يُكَلّمُ الْمَطِيّا «٢»

وَهُوَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ الحدّاء الّتغلبىّ، وإليه ينسب بنو الحدّاء «٣» ،


(١) الشعر لعمران بن عصام الغزى. وهو الذى أشار على عبد الملك ابن مروان بخلع أخيه عبد العزيز والبيعة للوليد بن عبد الملك. خرج على الحجاج مع ابن الأشعث، فظفر به الحجاج. فقتله، فلما بلغ عبد الملك بن مروان قتل الحجاج له. قال: ولم قتله؟ وبله، ألا رعى قوله فيه:
وبعثت من ولد الأغر معتب ... صقرا يلوذ حمامه بالعرفج
فاذا طبخت بناره أنضجتها ... وإذا طبخت بغيرها لم تنضج
وهو الهزبر إذا أراد فريسة ... لم ينجها منه صياح الهجهج
ص ٤٨ ح ١ البيان والتبيين للجاحظ ط ١٩٤٨
(٢) الرجز فى اللسان غير منسوب إلى أحد وهو:
أصبح صوت عامر صيئيا ... من بعد ما كان قراقريا
فمن ينادى بعدك المطيا
والضئى: صوت الفرخ.
(٣) قال ابن حبيب: الحداء بن دهل بن الحارث بن ذهل بن مران الجعفى، وقال ابن دريد: عامر بن ربيعة بن تيم الله بن أسامة بن مالك بن بكر بن تغلب «اللباب لابن الأثير» .

<<  <  ج: ص:  >  >>