للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَذَكَرَ فِيهِ الْآيَةَ الّتِي نَزَلَتْ فِيهِمْ: قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْفِئَةِ عَلَى وَزْنِ فِعَة مِنْ فَأَوْتُ رَأْسَهُ بِالْعَصَا إذَا شَقَقْته، أَوْ مِنْ الْفَأْوِ، وَهِيَ جِبَالٌ مُجْتَمَعَةٌ، وَبَيْنَهُمَا فُسْحَةٌ مِنْ الْأَرْضِ، فَحَقِيقَةُ الْفِئَةِ الْفرْقَةُ الّتِي كَانَتْ مُجْتَمَعَةً مَعَ الْأُخْرَى، فَافْتَرَقَتْ «١» .

سَرِيّةُ زَيْدٍ ذَكَرَ فِيهَا فُرَاتَ بْنَ حَيّانَ الْعِجْلِيّ مَنْسُوبٌ إلَى عَجِلِ بْنِ لُجَيْمِ بن صعب ابن عَلِيّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. وَاللّجَيْمُ: تَصْغِيرُ لُجَمٍ وَهِيَ دُوَيْبّةٌ تَطِيرُ بِهَا الْعَرَبُ، وَأَنْشَدُوا:

لها ذنب مثل ذيل العرو ... س إلى سَبّةٍ مِثْلَ جُحْرِ اللّجَمْ

وَكَانَ عَيْنَ قُرَيْشٍ وَدَلِيلَ أَبِي سُفْيَانَ، أَسْلَمَ فُرَاتٌ وَحَسُنَ إسْلَامُهُ، وَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنّ مِنْكُمْ رِجَالًا نَكِلْهُمْ إلَى إسْلَامِهِمْ، مِنْهُمْ فُرَاتٌ «٢» ، وَأَرْسَلَهُ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إلى ثمّامة بن


(١) وضع الراغب مئة فى مادة فيأ، وقال: الفئه: الجماعة المتظاهرة التى يرجع بعضهم إلى بعض فى التعاضد. وبقول ابن فارس عن مادة فأو: أصل صحيح يدل على انفراج فى شىء يقال: فأوت رأسه بالسيف فأوا. ى: فلفته، والفأو: فرجة ما بين الجبلين، ولم نذكر فيها كلمة فئة.
(٢) الذى خرج الحديث هو أبو العباس بن عقدة بسنده من على: أتى للنبى، صلى الله عليه وآله وسلم يفرت بن حيان يوم الخندق، وكان عينا المشركين أو بقنه، فقال: إنى مسلم، فقال: إن منكم من أتألعهم على الإسلام، وأكله إلى إيمانه، منهم: فرات بن حيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>