للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الصّارِخُ يَوْمَ أُحُدٍ: فَصْلٌ وَذَكَرَ الصّارِخَ يَوْمَ أُحُدٍ بِقَتْلِ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَوْلُ ابْنِ هِشَامٍ: الصّارِخُ أَزَبّ الْعَقَبَةِ، هَكَذَا قَيْدٌ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الزّاي، وَذَكَرْنَا فِي بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ مَا قَالَهُ ابْنُ مَاكُولَا فِي أُمّ كُرْزٍ بِنْتُ الْأَزَبّ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَكِيلٍ، وَأَنّهُ قَالَ: لَا يُعْرَفُ الْأَزَبّ فِي الْعَرَبِ إلّا هَذَا، وَأَزَبّ الْعَقَبَةِ، وَذَكَرْنَا حَدِيثَ ابْنِ الزّبَيْرِ الّذِي ذَكَرَهُ الْقُتَبِيّ إذْ رَأَى رَجُلًا طُولُهُ شِبْرَانِ عَلَى بَرْذعَةِ رَحْلِهِ، فَنَفَضَهَا منه، ثم عاد إلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَزَبّ، قَالَ وَمَا أَزَبّ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ الْجِنّ «١» وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ، فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يدل على أنه أزبّ مع قول


(١) هو كما ذكره ابن الأثير فى النهاية «خرج فبات فى القفر، فلما قام ليرحل، وجد رجلا طوله شبران عظيم اللحية على الولية يعنى: البرذعة، فنفضها، فوقع، ثم وضعها على الراحلة، وجاء، وهو على القطع، يعنى الطنفسه فنفضه فوقع، فوضعه على الراحلة، فجاء وهو بين الشرخين، أى: جانبى الرحل فتفضه، ثم شده، وأخذ السوط، ثم أتاه، فقال: من أنت؟ فقال: أَنَا أَزَبّ، قَالَ: وَمَا أَزَبّ؟ قَالَ: رَجُلٌ من الجن، قال: افنح فاك أنظر، ففتح فاه، فقال: أهكذا حلوقكم؟ ثم قلب السوط فوضعه فى رأس أزب، حتى باص، أى فاته واستتر. أقول: لا ريب فى أحد أمرين، إما ضعف الحديث وسقوطه، وإما أن يكون شيطان إنس أراد بابن الزبير شيئا ويكون فى التعبير مبالغة عن طوله وفمه! وقد ذكره ابن الأثير فى مادة: أزب، وفسره بأنه الكثير الشعر. وفى القاموس الإزب- بكسر الهمزة وسكون الزاى وتخفيف الباء- القصير والغليظ والداهية واللئيم والدميم الخ، ثم ذكر أزب العقبة فى زبب. وفيه-

<<  <  ج: ص:  >  >>