للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

حِينَ قُتِلَ ابْنَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، فِيمَا ذَكَرُوا وَدُفِنَ مَعَ حَمْزَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ.

حَدِيث عُمَرَ وَأَبِي سُفْيَانَ:

فَصْلٌ: وَمِمّا وَقَعَ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ مِنْ الْكَلِمِ الّذِي يُسْأَلُ عَنْهُ قَوْلُ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ قَالَ: اُعْلُ «١» هُبَلْ، أَيْ زِدْ عُلُوّا، ثُمّ قَالَ: أَنْعَمَتْ، فَعَالِ، قَالُوا:

مَعْنَاهُ الْأَزْلَامُ، وَكَانَ اسْتَقْسَمَ بِهَا حِينَ خَرَجَ إلَى أُحُد، فَخَرَجَ الّذِي يُحِبّ «٢» وَقَوْلُهُ: فَعَالِ: أَمْرٌ أَيْ عَالِ عَنْهَا وَأَقْصِرْ عَنْ لَوْمِهَا، تَقُولُ الْعَرَبُ: اُعْلُ عَنّي، وَعَالِ عَنّي بِمَعْنَى: أَيْ ارْتَفِعْ عَنّي، وَدَعْنِي. وَيُرْوَى أن الزّبير قال


(١) فسرها ابن هشام بغير هذا فضبطت اعل فى السيرة بفتح الهمزة وسكون العين وكسر اللام فالأمر من أعلى، وضبطتها فى الروض هكذا بهمزة وصل مع ضم اللام كما ضبطت فى اللسان والنهاية لابن الأثير والمواهب للزرقانى ص ٤٨ لأن الأمر من علا كما فسرها السهيلى.
(٢) كان الرجل من قريش إذا أراد ابتداء أمر عمد إلى سهمين، فكتب على أحدهما: نعم، وعلى الآخر: لا، ثم يتقدم إلى الضم ويجيل سهامه، فإن خرج سهم نعم، أقدم، وإن خرج سهم لا: امتنع، وكان أبو سفيان لما أراد الخروج إلى أحد استفتى هبل، فخرج له سهم الإنعام، فذاك قوله لعمر أنعمت، فعال عنها أى تجاف عنها، ولا تذكرها بسوء يعنى آلهتهم. «ابن الأثير مادة علا» وعنه نقل اللسان.. وقد ذكر الخشنى: وقوله: أنعمت- بضم التاء- فعال، معناه: بالغت. يقال: أنعم فى الشىء إذا بالغ فيه، وقوله: أنعمت يخاطب به نفسه ومن رواه: أنعمت بفتح التاء فانه يعنى به الحرب أو الوقيعة.. وقد يجوز أن تكون معدولة من الفعلة كما عدلوا فجار عن الفجرة، أى بالغت فى هذه الفعلة، ويعنى بالفعلة: الوقيعة ص ٢٣٠. وهبل اسم صنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>