(١) قال البغدادى فى شرحه لشواهد الشافية: «وينبغى أن يعتبر هنا أصل الوضع، وإلا فلا فائدة فى ذكر اسم شهر لا يدل على شدة البرد وجمود الماء، والشاعر إسلامى، وليس ممن أدرك زمن وضع الشهور، ويجوز أن يلاحظ فى الأعلام أصل وضعها» . ويقول ابن الأنبارى عن أسماء الشهور «أسماء الشهور كلها مذكرة إلا جمادى فهما مؤنثان. تقول: مضت جمادى بما فيها، فان جاء تذكير جمادى فى شعر، فهو ذهاب إلى معنى الشهر، وهى غير مصروفة للتأنيث والعلمية، والأولى والآخرة صفة لها، فان الآخرة بمعنى المتأخرة، ولا يقال. جمادى الأخرى، لأن الأخرى بمعنى الواحدة، فتتناول المتقدمة والمتأخرة، فيحصل اللبس، ويحكى أن العرب حين وضعت الشهور وافق وضع الأزمنة فاشتق للشهر معان من تلك الأزمنة ثم كثر حتى استعملوها فى الأهلة وإن لم توافق ذلك الزمان، فقالوا: رمضان لما أرمضت الأرض من شدة الحر، وشوال لما شالت الإبل بأذنابها الطروق، وذو القعدة لما ذللوا القعدان للركوب، وذو الحجة لما حجوا، والمحرم لما حرموا القتال والتجارة، وصفر لما غزوا فتركوا ديار القوم صفرا، وشهر ربيع لما أربعت الأرض وأمرعت، وجمادى لما جمد الماء، -