للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَعِضِينَ، غَيْرَ أَنّهُمْ قَدْ قَالُوا رِقِينَ «١» فِي جَمْعِ الرّقّةِ وَهِيَ الْوَرِقُ وَقَدْ تَكَلّمْنَا عَلَى سِرّ هَذَا الْجَمْعِ وَسِرّ أَرْضِينَ فِي «نَتَائِجِ الْفِكْرِ» بِمَا فِيهِ جَلَاءٌ وَالْحَمْدُ لِلّهِ.

وَقَوْلُهُ: كَنَارِ أَبِي حُبَاحِبَ وَالضّبِينَا «٢» يُقَالُ أَبُو حُبَاحِبَ ذُبَابٌ يَلْمَعُ بِاللّيْلِ، وَقِيلَ كَانَ رَجُلًا لَئِيمًا لَا يَرْفَعُ نَارَهُ «٣» خَشْيَةَ الْأَضْيَافِ، وَلَا يُوقِدُهَا إلّا ضَعِيفَةً، وَتَرَكَ صَرْفَهُ وَلَمْ يَخْفِضْ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ الْخَفْضِ، لِمَا قَدّمْنَاهُ مِنْ أَنّ الِاسْمَ إذَا تُرِكَ صَرْفُهُ ضَرُورَةً أَوْ غَيْرَ ضَرُورَةٍ، لَمْ يَدْخُلْهُ الْخَفْضُ كَمَا لَا يَدْخُلُهُ التّنْوِينُ، لِئَلّا يُشْبِهَ مَا يُضِيفُهُ الْمُتَكَلّمُ إلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا أَدْرِي مَا حُبَاحِبُ وَلَا أَبُو حُبَاحِبَ، وَلَا بَلَغَنِي عَنْ الْعَرَبِ فِيهِ شَيْءٌ «٤» ، وَقَالَ فِي الْإِرَةِ عَنْ قَوْمٍ حَكَى قَوْلَهُمْ: هُوَ مِنْ أَرَيْت الشّيْءَ إذا عملته، وقال: الأرى هو عمل النحل وفعلها،


(١) فى الأصل: رقيق وهو خطأ صوابه ما أثبته. والرقة: الدرهم المضروب. ورقون فى حال الرفع، ورقين فى حال النصب والحجر.
(٢) لا يوجد فى القصيدة ما ذكره، ولكنه بيت الكميت هو:
يرى الراؤن بالشفرات منها ... كنار أبى حباحب والظبينا
وإنما ترك الكميت صرفه، لأنه جعله اسما لمؤنث.
(٣) كان من محارب خصفة، وقد ضرب بناره المثل، فقالوا: نار الحباحب لما تقدحه الخيل بحوافرها، فان ما أورت الخيل لا ينتفع به كما لا ينتفع بنار الحباحب، وقيل إنه كان إذا انتبه منتبه، ليقبس من ناره أطفأها، وقد اشتق ابن الأعرابى نار الحباحب من الحبحبة، وهى الضعف. وأما: أم حباحب فدويبة مثل الجندب تطير صفراء خضراء رقطاء.
(٤) قال: ويزعم قوم أنه اليراع، واليراع فراشة إذا طارت ظن أنها شررة. وقيل إن الحباحب هو طائر أطول من الذباب فى دقة يطير فيما بين المغرب والعشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>