للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ قَالَ: إنّ حَاتِمًا أَسْمَحُ الْعَرَبِ، فَقَدْ ظَلَمَ عُرْوَةَ بْنَ الْوَرْدِ «١» ، قَالَ أَبُو الْفَرَجِ: وَكَانَ عُرْوَةُ يَتَرَدّدُ عَلَى بَنِي النّضِيرِ، فَيَسْتَقْرِضُهُمْ إذَا احْتَاجَ، وَيَبِيعُ مِنْهُمْ إذَا غَنِمَ، فَرَأَوْا عِنْدَهُ سَلْمَى، فَأَعْجَبَتْهُمْ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَبِيعَهَا «٢» ، مِنْهُمْ فَأَبَى فَسَقَوْهُ الْخَمْرَ، وَاحْتَالُوا عَلَيْهِ، حَتّى ابْتَاعُوهَا مِنْهُ، وَأَشْهَدُوا عَلَيْهِ، وَفِي ذَلِكَ يقول:

سفونى الخمر ثم تكنفوني ... عداة الله من كذب وَزُورِ

وَرُوِيَ أَيْضًا أَنّ قَوْمَهَا افْتَدَوْهَا مِنْهُ، وَكَانَ يَظُنّ أَنّهَا لَا تَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا، وَلَا تُفَارِقُهُ، فَاخْتَارَتْ قَوْمَهَا، فَنَدِمَ، وَكَانَ لَهُ مِنْهَا بَنُونَ فَقَالَتْ لَهُ:

وَاَللهِ مَا أَعْلَمُ امْرَأَةً مِنْ الْعَرَبِ أَرَخْت سِتْرًا عَلَى بَعْلٍ مثلك أغض طرفا،


- الأول لقيس بن زهير يخاطب عروة.. وكان بين قيس وعروة. تنافس وتحاسد، وكان قيس أكولا مبطانا، وكان عروة يعرض له بذلك فى أشعاره. وقيل فى نسب عروة عمرو بن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هرم بن لديم بن عواد الخ، وهو فى الأغانى كذلك. ويعلق الأستاذ الميمنى على هذا بقوله: وخرمه السهيلى فى ح ٢ ص ١٧٩. ص ٨٢٢، ٧٢٣ سمط اللالى. وكان يكنى عروة: أبا الصعاليك، وقيل بل أبا نجدة، وقيل: كنيته ابو المغلس، أو: أبو عبلة وفى السلم: أبو هراشة. وفى الحماسة ثلاثة أبيات من قصيدة عروة هذه، ورواية البيت الأول هكذا:
أتهزأ منى أن سمنت وأن ترى ... بوجهى شحوب الحق والحق جاهد
رفى الأغانى ثلاثة أبيات منها أيضا ص ٧١ ح ٣
(١) ص ٧١ ح ٣ الأغانى ط لبنان.
(٢) لعلها: يبيعوها منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>