(١) أخرج البخارى ومسلم حديث قصة الإفك فى صحيحيهما من حديث الزهرى. وفى روايتهما أن أمها قالت لها عقب تبشير الرسول «ص» لعائشة ببراءتها. «قومى إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل هو الذى أنزل براءتى» . وفى رواية للبخارى قالت: «لا والله، لا أقوم إليه، ولا أحمده، ولا أحدكما، ولكن أحمد الله الذى أنزل براءتى، لقد سمعتموه، فما أنكرتموه، ولا غيرتموه» ويقول ابن كثير عن الذى تولى كبره: «قيل: المراد به حسان، وهو قول غريب، ولولا أنه وقع فى صحيح البخارى ما قد يدل على إيراد ذلك لما كان لإيراده كبير فائدة، فإنه من الصحابة الذين لهم فضائل ومناقب ومآثر، وأحسن مآثره أنه كان يذب عن رسول الله «ص» بشعره، وهو الذى قال له رسول الله «ص» : هاجهم، وجبريل معك» . هذا وفى رواية البخارى أن الرسول «ص» لبث شهرا لا يوحى إليه فى شأن عائشة، وعند ابن حزم أن المدة كانت خمسين يوما أو أزيد، ويجمع بأنها المدة التى كانت بين قدومهم المدينة ونزول القرآن فى قصة الإفك، وأما التقييد بالشهر فهو المدة التى أولها إتيان عائشة بيت أبويها حين بلغها الخبر. ويقول الزمخشرى: لم يقع فى القرآن من التغليظ فى معصية ما وقع فى قصة الإفك بأوجز عبارة، وأشبعها، لاشتماله على الوعيد الشديد والعقاب البليغ، والزجر العنيف، واستعظام القول فى ذلك واستثناعه بطريق مختلفة، وأساليب متقنة، كل واحد منها كاف فى بابه، بل ما وقع منها من وعيد عبدة الأوثان إلا بما هو دون ذاك، وما ذلك إلا لإظهار علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانظر القول فى العصبة الذين جاؤا بالإفك فى ص ٣٧٣ ح ٨ ط عبد الرحمن محمد فتح البارى. هذا وقد زاد الحاكم فى شعر حسان اللامى بيتين من غير رواية ابن اسحاق-