للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَذْكُرُ الْحَنِيفِيّةَ دِينَ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السّلَامُ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تُرْوَى لِأُمَيّةِ بْنِ أَبِي الصّلْتِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الثّقَفِيّ:

إنّ آيَاتِ رَبّنَا ثَاقِبَاتُ ... لَا يُمَارِي فِيهِنّ إلّا الْكَفُورُ

خُلِقَ اللّيل والنّهار فكلّ ... مسستبين حِسَابُهُ مَقْدُورُ

ثُمّ يَجْلُو النّهَارَ رَبّ رَحِيمٌ ... بمهاة شعاعها منشور

حُبِسَ الْفِيلُ بِالْمُغَمّسِ، حَتّى ... ظَلّ يَحْبُو كَأَنّهُ مَعْقُورُ

لَازِمًا حَلْقَةَ الْجِرَانِ كَمَا قُطّرَ ... مِنْ صخر كبكب محدور

ــ

إلَى مَلِكِ مِصْرَ، وَالْآخَرُ إلَى مَلِكِ الْحَبَشَةِ، وهما: عبد شمس ونوفل «١» . قال


(١) نقل اللسان عن ابن الأعرابى «أصحاب الإيلاف أربعة إخوة: هاشم وعبد شمس، والمطلب، ونوفل بنو عبد مناف، وكانوا يؤلفون الجوار يتبعون بعضه بعضا يجيرون قريشا بميرهم «بكسر الميم وفتح الياء وكسر الراء جمع: ميرة: الطعام يمتاره الإنسان» ، وكانوا يسمون: المجيرين» ثم يقول إن المطلب أخذ حبلا من ملوك حمير. ونوفل: هو الذى أخذ من كسرى. وعبد شمس أخذ من النجاشى، وهاشم من ملك الروم، فكان تجار قريش يختلفون إلى هذه الأمصار بحبال- أى عهود- هؤلاء الإخوة. فلا يتعرض لهم. وقال ابن الأنبارى: من قرأ لإلافهم وإلفهم فهما من: ألف- كعلم- يألف، ومن قرأ: لإيلافهم فهو من آلف يؤلف. وفى اللسان أيضا حديث ابن عباس: «وقد علمت قريش أن أول من أخذ لها الإيلاف لهاشم الإيلاف: العهد والذمام» . وقد تكون الهاء فى إيلافهم مفعولا، ورحلة مفعولا ثانيا. ويجوز أن يكون المفعول هنا واحدا على قولك آلفت الشئ كألفته، وتكون الهاء والميم فى موضع الفاعل مثل عجبت من ضرب زيد عمرا. وفى اللسان «أهلكت أصحاب الفيل لأولف قريشا مكة، ولتؤلف قريش رحله الشتاء والصيف أى تجمع بينها إذا فرغوا من ذه أخذوا فى ذه، وهو كما تقول: ضربته لكذا لكذا بحذف الواو»

<<  <  ج: ص:  >  >>