للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

نَحْنُ الْفَرّارُونَ، فَقَالَ لَهُمْ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَقَدّمَ، فَاَللهُ أَعْلَمُ «١» .

طَعَامُ التّعْزِيَةِ وَغَيْرِهَا:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ أَنّ رَسُولَ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ أَنْ يُصْنَعَ لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامٌ، فَإِنّهُمْ قَدْ شُغِلُوا بِأَمْرِ صَاحِبِهِمْ، وَهَذَا أَصْلٌ فِي طَعَامِ التّعْزِيَةِ وَتُسَمّيهِ الْعَرَبُ الْوَضِيمَةَ، كَمَا تُسَمّي طَعَامَ الْعُرْسِ الْوَلِيمَةَ، وَطَعَامَ الْقَادِمِ مِنْ السّفَرِ: النّقِيعَةَ، وَطَعَامَ الْبِنَاءِ الْوَكِيرَةَ، وَكَانَ الطّعَامُ الّذِي صُنِعَ لِآلِ جَعْفَرٍ فِيمَا ذَكَرَ الزّبَيْرُ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: فَعَمَدَتْ سَلْمَى


(١) عند الحاكم أن خالد قاتلهم، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأصاب غنيمة، وفى صحيح البخارى عن خالد: لقد انقطعت فى يدى يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقى فى يدى إلا صفيحة يمانية. وعند أحمد ومسلم وأبى داود أن رجلا من أهل اليمن رافقه، فقتل روميا، وأخذ سلبه، فاستكثره خالد، فشكاه إلى رسول الله «ص» كل هذا يدل على أن خالدا قاتل بالمسلمين الروم قتالا شديدا. ورواية الصحيح: حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم، وهذا يؤكد النصر. ولهذا يقول ابن كثير عن رواية ابن إسحاق التى يقول فيها إن المسلمين جعلوا يحثون عليهم بالتراب ويقولون: يا فرار الخ يقول عنها: هذا مرسل من هذا الوجه، وفيه غرابة، وعندى أن ابن إسحاق قد وهم فى هذا السياق. فظن أن هذا الجمهور الجيش، وإنما كان للذين فروا حين التقى الجمعان، وأما بقيتهم، فلم يفروا، بل نصروا كما أخبر بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلّمَ المسلمين، وهو على المنبر فى قوله: ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه، فما كان المسلمون ليسمونهم فرارا بعد ذلك، وإنما تلقوهم إكراما وإعظاما، وإنما كان التأنيب، وحثى التراب للذين فروا وتركوهم هنالك، وقد كان فيهم عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ص ٢٤٨ ح ٤ البداية

<<  <  ج: ص:  >  >>