للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مَنْ خَضَبَ بِهِ مِنْ الْعَرَبِ عَبْدُ الْمُطّلِبِ، وترخّص قوم فى الخضاب بالسّواد منهم مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ، وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنّهُ قَالَ: اخْضِبُوا بِالسّوَادِ، فَإِنّهُ أَنْكَى لِلْعَدُوّ، وَأَحَبّ لِلنّسَاءِ. وَقَالَ ابْنُ بَطّالٍ فِي الشّرْحِ: إذَا كَانَ الرّجُلُ كَهْلًا لَمْ يَبْلُغْ الْهَرَمَ جَازَ لَهُ الْخِضَابُ بِالسّوَادِ، لِأَنّ فِي ذَلِكَ مَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ الْإِرْهَابِ عَلَى الْعَدُوّ وَالتّحَبّبِ إلَى النّسَاءِ، وَأَمّا إذَا قوّس واحد ودبّ فَحِينَئِذٍ يُكْرَهُ لَهُ السّوَادُ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَبِي قحافة:

غيّروا شيبه، وجنّبوه السواد «١» .


(١) عن ثابت قال: سئل أنس عن خضاب النبى «ص» فقال: لو شئت أن أعد شمطات كن فى رأسه فعلت، قال: ولم يختضب، زاد فى رواية: وقد اختضب أبو بكر بالحناء والكتم، واختضب عمر بالحناء بحتا «أى: صرفا ومحضا» متفق عليه. وعن ابن عمر أنه كان يصفر لحيته بالصفرة حتى تمتلئ ثيابه من الصفرة، فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ قال: إنى رأيت رسول الله يصبغ بها، ولم يكن شىء أحب إليه منها، وقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته «أبو داود والنسائى» . وعن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال: دخلت على أم سلمة. فأخرجت إلينا شعرا من شعر النبى «ص» مخضوبا «البخارى» . وهى أحاديث أقوى مما روى عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون قوم يخضبون فى آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة «أبو داود والنسائى وابن حبان فى صحيحه والحاكم، وقال: صحيح الإسناد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>