للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَقَدْ أَحْسَنَ فِي قَوْلِهِ مِنْ آخِرِ اللّيْلِ تَنْبِيهًا عَلَى أَنّهُ سَهِرَ لَيْلَهُ كُلّهُ، إلّا سَاعَةً جَاءَ الْخَيَالُ مِنْ آخِرِهِ، فَكَأَنّهُ مُسْتَرَقٌ مِنْ قَوْلِ حَسّانٍ:

وَخَيَالٌ إذَا تَقُومُ النّجُومُ

ونظير قوله: يؤرّقنى، أى يورقنى بِزَوَالِهِ عَنّي قَوْلُ الْبُحْتُرِيّ:

أَلَمّتْ بِنَا بَعْدَ الْهُدُوّ فَسَامَحَتْ ... بِوَصْلِ مَتَى تَطْلُبْهُ فِي الْجِدّ تَمْنَعْ

وَوَلّتْ كَأَنّ الْبَيْنَ يَخْلُجُ شَخْصَهَا ... أَوَانَ تَوَلّتْ مِنْ حِشَائِي وَأَضْلُعِي «١»

وَقَوْلُهُ: لِشَعْثَاءَ الّتِي قَدْ تَيّمَتْهُ. شَعْثَاءُ الّتِي يُشَبّبُ بِهَا حَسّانُ هِيَ بِنْتُ سَلّامِ بْنِ مِشْكَمٍ الْيَهُودِيّ، وَرُوِيَ أَنّهُ قَالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنّ مُحَمّدًا نَبِيّ، وَلَوْلَا أَنْ تُعَيّرَ بِهَا شعثاء ابنتى لتبعته، وقد كان تَحْتَ حَسّانٍ أَيْضًا امْرَأَةٌ اسْمُهَا شَعْثَاءُ بِنْتُ كاهن الأسلميّة، ولدت له أمّ فراس.


- وقبل البيتين قوله:
زار الخيال لها لابل أزاركه ... فكر إذا نام فكر الخلق لم ينم
وانظر نقد الآمدى لهذا البيت، ثم اعتذاره عنه، وما قاله الشريف المرتضى فى طيف الخيال ص ٧ ط ١٩٦٢ بتحقيق الأستاذ الصيرفى، ص ٦ ح ٣ أمالى المرتضى والسعادة.
(١) ذكر معهما المرتضى فى أماليه ستة أبيات ص ٦ ح ٣ وفيه: نطلبه وهو الصواب بدلا من تطلبه. ويقول المرتضى عن البحترى «ولأبى عبادة البحترى فى وصف الخيال الفضل على كل متقدم ومتأخر، فانه تغلغل فى أوصافه، واهتدى من معانيه إلى ما لا يوجد لغيره» المصدر للسابق

<<  <  ج: ص:  >  >>