للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أَخَذَهَا النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْبَطْحَاءِ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ، فَرَمَى بِهَا أَوْجُهَ الْكُفّارِ، وَقَالَ: شَاهَتْ الْوُجُوهُ «١» ، فَانْهَزَمُوا. وَالْمُسْتَقْبَلُ مِنْ شَاهَتْ:

تَشَاهُ، لِأَنّ وَزْنَهُ فَعَلَ، وَفِيهِ أَنّ الْبَغْلَةَ حَضَجَتْ بِهِ إلَى الْأَرْضِ حِينَ أَخَذَ الحفنة، ثم قامت به، وفسروا حَضَجَتْ، أَيْ: ضَرَبَتْ بِنَفْسِهَا إلَى الْأَرْضِ، وَأَلْصَقَتْ بَطْنَهَا بِالتّرَابِ، وَمِنْهُ الْحِضَاجُ، وَهُوَ زِقّ مَمْلُوءٌ قَدْ أُسْنِدَ إلَى شَيْءٍ، وَأَمِيلُ إلَيْهِ، وَالْبَغْلَةُ الّتِي كَانَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ هِيَ الّتِي تُسَمّى الْبَيْضَاءَ «٢» ، وَهِيَ الّتِي أَهْدَاهَا إلَيْهِ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ، وَقَدْ تَقَدّمَ ذِكْرُ الْأُخْرَى، وَاسْمُهَا:

دُلْدُلُ وَذِكْرُ مَنْ أَهْدَاهَا إلَيْهِ.

نِدَاءُ أَصْحَابِ الشّجَرَةِ:

وَذَكَرَ نِدَاءَ الْعَبّاسِ: يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ السّمُرَةِ، وَكَانَ الْعَبّاسُ صِيّتَا جَهِيرًا. وَأَصْحَابُ السّمُرَةِ: هُمْ أَصْحَابُ بَيْعَةِ الرّضْوَانِ الّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشّجَرَةِ، وكانت الشجرة سمرة.


(١) فى رواية لمسلم أنهم لما غشوا النبى «ص» نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأت عينه ترابا تلك القبضة فولوا منهزمين. وفى رواية أخرى أنه تناول حصيات من الأرض، وأنه لم ينزل من على البغلة. فالله أعلم.
(٢) عن ابن سعد وجماعة ممن صنفوا فى السيرة أنها دلدل، وفيه نظر، لأن دلدل أهداها له المقوقس، وقد روى مسلم أنه كان على بغلة له بيضاء كما ورد فى الروض ولكن فى مسلم أيضا أنه كان على بغلته الشهباء، وقد زعم النووى أن البيضاء والشهباء واحدة، ولا يعرف له غيرها، ولكن ذكر غير واحد بغلته دلدل، غير أن ابن الصلاح زعم أن دلدل والبيضاء اسمان لبغلة واحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>