للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ابن كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ يُعْرَفُ عُقْبَةُ بِالْمُضَرّبِ، وَابْنُ عُقْبَةَ الْعَوّامُ «١» شَاعِرٌ أَيْضًا، وَهُوَ الّذِي يَقُولُ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيّرَ بَعْدَنَا ... مَلَاحَةُ عَيْنَيْ أُمّ عَمْرٍو وَجِيدُهَا

وَهَلْ بَلِيَتْ أَثْوَابُهَا بَعْدَ جِدّةٍ ... أَلَا حَبّذَ أَخْلَاقُهَا وَجَدِيدُهَا «٢»

وَمِمّا يُسْتَحْسَنُ وَيُسْتَجَادُ مِنْ قَوْلِ كَعْبٍ:

لَوْ كُنْت أَعْجَبُ مِنْ شَيْءٍ لَأَعْجَبَنِي ... سَعْيُ الْفَتَى وَهُوَ مَخْبُوءٌ لَهُ الْقَدَرُ

يَسْعَى الْفَتَى لِأُمُورٍ لَيْسَ يدركها ... فالنّفس واحدة والهمّ منتشر

والمرء ماعاش مَمْدُودٌ لَهُ أَمَلٌ ... لَا تَنْتَهِي الْعَيْنُ حَتّى يَنْتَهِي الْأَثَرُ

وَقَوْلُهُ:

إنْ كُنْت لَا تَرْهَبُ ذَمّي ... لِمَا تَعْرِفُ مِنْ صَفْحِي عَنْ الْجَاهِلْ


(١) كان فى عهد بنى العباس. وفى سمط البكرى عنه «شاعر مفلق مقل من شعراء الحجاز.. والعوام من المعرقين فى الشعر، لأنهم خمسة شعراء فى نسق، وكان ربيعة أبو سلمى شاعرا» ص ٣٧٣، ٣٧٤.
(٢) بعده:
نظرت إليها نظرة ما يسرنى ... بها حمر أنعام البلاد وسودها
ومن القصيدة فى حماسة أبى تمام:
ونبئت سوداء الغميم مريضة ... فأقبلت من مصر إليها أعودها
فو الله ما أدرى إذا أنا جئتها ... أأبرئها من دائها أم أزيدها
والشعر فى امرأة كلف بها من بنى عبد الله بن غطفان، فخرج فى ميرة إلى مصر فعلم أنها مريضة، فترك ميرته وكر راجعا إليها. فلما رأته أشارت إليه أن يرجع إلى ميرته، فرجع، فلما ماتت رثاها بقصيدة منها:
سقى جدثا بين الغميم وزلفة ... أحم الذرى واهى العزالى مطيرها
أنظر الحماسة بشرح التبريزى.

<<  <  ج: ص:  >  >>