للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَلَمْ يَذْكُرْ اللّدْمَ «١» لَكِنّهُ، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْهُ، فَإِنّهُ مَكْرُوهٌ فِي حَالِ الْمُصِيبَةِ، وَتَرْكُهُ أَحْمَدُ إلّا عَلَى أَحْمَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

فَالصّبْرُ يُحْمَدَ فِي الْمَصَائِبِ كُلّهَا ... إلّا عَلَيْك فَإِنّهُ مَذْمُومُ

وَقَدْ كَانَ يُدْعَى لَابِسُ الصّبْرِ حَازِمًا ... فَأَصْبَحَ يُدْعَى حَازِمًا حِينَ يَجْزَعُ «٢»

مَتَى توفى رسول الله؟:

وَاتّفَقُوا أَنّهُ تُوُفّيَ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الِاثْنَيْنِ إلّا شَيْئًا ذَكَرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي الْمَعَارِفِ: الْأَرْبِعَاءِ «٣» ، قَالُوا كُلّهُمْ: وَفِي رَبِيعٍ الأول، غير أنهم


(١) ما نظن أن سيدة فى مثل دين عائشة رضى الله عنها وتقواها وأخذها الكتاب بقوة يلدم المصاب عقلها، فيدفعها إلى اقتراف فعل الجاهلية. هذا وقد روى ابن مسعود أن رسول الله «ص» قال: «ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية» البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه وهل اللدم إلا اللطم؟ قد تبكى، وتطيل البكاء. أما أن تلطم، ومع النساء؟ وفى بيت قدسته روح النبوة؟ أما هذا، فلا يجوز تصوره ولا قوله.
(٢) ذاك شعر ليس بينه وبين هدى السنة رحم. فالصبر محمود فى كل مصيبة. ترى أكان صبر أبى بكر على وفاة خليله «ص» كان غير حميد؟ والجازع لا يمكن أن يسمى حامدا، إنما هو زخرف من القول. وأجمل من هذا قول القائر:
اصبر لكل مصيبة وتحلد ... واعلم بأن المرء غير مخلد
واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نوب تنوب اليوم تكشف فى غد
وإذا أتتك مصيبة تشحى بها ... فاذكر مصابك بالنبى محمد.
(٣) قال ابن قتيبة أولا: «قبض الله عز وجل رسوله «ص» يوم الاثنين وقرر أن ذلك كان فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة. ثم قال: «ويقال-

<<  <  ج: ص:  >  >>