(١) وإليك معظم ما قيل حول قريش واشتقاقها من فتح البارى. قريش: هم ولد النضر، وبهذا جزم أبو عبيدة كما روى ابن سعد فى الطبقات. وقيل: إن قريشا هم ولد فهر بن مالك بن النضر. وهو قول الأكثر وبه جزم مصعب، وقيل: أول من نسب إلى قريش: قصى بن كلاب؛ فقد روى ابن سعد أن عبد الملك بن مروان سأل محمد بن جبيرة، متى سميت قريش قريشا؟ قال: حين اجتمعت إلى الحرم بعد تفرقها، فقال: ما سمعت بهذا، ولكن سمعت أن قصيا كان يقال له: القرشى، ولم يسم أحد قريشا قبله. وقيل: سميت قريش لتجمعها إلى قصى بعد نفى خزاعة من الحرم، والتقرش: التجمع، وقيل: لتلبسهم بالتجارة، وقيل: لأن الجد الأعلى جاء فى ثوب واحد متجمعا فيه، وقيل من التقرش، وهو أخذ الشئ أولا فأولا. وقيل إن أول من تسمى قريشا: قريش بن بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة، وقال المطرزى: سميت قريش بدابة فى البحر هى سيدة الدواب البحرية، وكذلك قريش، سادة الناس. وقد أخرج البيهقى من طريق ابن عباس أنه قال: قريش تصغير قرش، وهى دابة فى البحر لا تمر بشئ من غث ولا سمين إلا أكلته. وقيل: سمى قريشا؛ لأنه كان يقرش عن خلة الناس، وحاجتهم، ويسدها والتقريش: التفتيش، وقيل: لمعرفتهم بالطعان، والتقريش: وقع الأسنة. وقيل التقرش: التنزه عن رذائل الأمور. وقيل: هو من أقرشت الشجة إذا صدعت العظم، ولم تهشمه: وقيل: أقرش بكذا إذا سعى فيه، فوقع له: وقيل غير ذلك فتح البارى ٤١٥ ح ٦. وقد ورد بعض هذا الكلام السابق فى كتاب «نسب قريش» لأبى عبد الله المصعب بن عبد الله الزبيرى عم الزبير بن بكار فى ص ١٣ وفيه اختلاف يسير، ففى نسب قريش «فأما بنو يخلد، فهم فى بنى عمرو بن الحارث بن مالك-