للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كِلَابٌ:

وَأَمّا كِلَابٌ فَهُوَ مَنْقُولٌ: إمّا مِنْ الْمَصْدَرِ الّذِي هُوَ مَعْنَى الْمُكَالَبَةِ نَحْوَ:

كَالَبْت الْعَدُوّ مُكَالَبَةً وَكِلَابًا، وَإِمّا مِنْ الْكِلَابِ جَمْعُ كَلْبٍ، لِأَنّهُمْ يُرِيدُونَ الْكَثْرَةَ، كَمَا سَمّوْا بِسِبَاعِ وأنمار «١» . وقيل لأبى الرّقيش [الكلابى] «٢»


وجهان أحدهما: أنه أبدل الكسرة فتحة، فانقلبت ياء الإضافة ألفا، ثم حذفت الألف، كما حذفت الياء مع الكسرة لأنها أصلها، والثانى أن الألف حذفت من اللفظ لالتقاء الساكنين. ويقول البيضاوى فى تفسير قوله سبحانه: (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا) : «الجمهور كسروا الياء، لتدل على ياء الإضافة المحذوفة فى جميع القرآن غير ابن كثير؛ فإنه وقف عليها فى لقمان فى الموضع الأول باتفاق الرواة، وفى الثالث فى رواية قنبل وعاصم فإنه فتح ههنا اقتصارا على الفتح من الألف المبدلة من ياء الإضافة» وأقول: إذا أضيف المختوم بياء مشددة إلى ياء المتكلم تجمعت فيه ثلاث ياءات متوالية. وهذا ممنوع فى الغالب. ولهذا يكون لمثل هذا الاسم ثلاث أحوال: حذف ياء المتكلم مع بقاء ما قبلها مكسورا فى كل حال؛ لتكون الكسرة دليلا على الياء المحذوفة. والحال الثانية: قلب ياء المتكلم ألفا، ثم تحذف الألف مع فتح ما قبلها ليكون الفتح دليلا عليها. والحال الأخيرة: حذف إحدى الياءين الأوليين وإدغام الثانية فى ياء المتكلم، فتنشأ ياء مشددة مكونة من ياءين، أولاهما: ساكنة، والأخرى وهى ياء المتكلم مفتوحة، وصورة هذه كتلك السابقة. ويفضل النحاة الاقنصار على الحال الأولى. وإسكان الياء من بنى قراءة شاذة «شواذ القرآن لابن خالويه، ص ٦٠.
(١) فى القاموس: المكالبة: المشارة والمضايقة. يقول ابن دريد: «وأهل الحجاز يسمون الجرئ الذى يخاصم الناس: مكالبا» .
(٢) الزيادة من القلائد للقلقشندى وهو الدقيش. فى اللسان: الدقشة «بفتح-

<<  <  ج: ص:  >  >>