(٢) التعبير الدقيق الذى ذكره الزبير فى كتاب النسب «ويأمرهم بتعظيم الحرم، ويخبرهم بأنه سيبعث نبى» وهذا يمكن تصديقه. ففى كتب أهل الكتاب بشارات بنبى يبعث اسمه أحمد. أما من أبوه ومن أيّة قبيلة يكون؟ فهذا ما لم يكن معروفا لأحد بدليل أن محمدا نفسه لم يكن يعرف شيئا عن هذا قبل بعثه فالله يقول له- (وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ، فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) القصص: ٨٦. ويقول ابن كثير فى تفسيرها (أى ما كنت تظن قبل إنزال الوحى إليك أن الوحى ينزل عليك (إلا رحمة من ربك) أى إنما أنزل الوحى عليك من الله من رحمته بك وبالعباد بسببك) فكيف ننسب إلى كعب بن لؤى أنه كان يعلم ما لم يكن يعلمه الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن نفسه؟! الحق أن مكانة الرسول- صلى الله عليه وسلم- فوق هذا، ولا تحتاج إلى أساطير كهذه لدعمها، فهو بالوحى فوق كل إنسان فى الوجود وإن كان مثلهم فى بشريته. وقد ذكر الزرقانى فى شرحه على المواهب أن ما أورده القسطلانى عن كعب- وهو نفس ما ذكره السهيلى- «قد رواه أبو نعيم فى الدلائل عن كعب الأحبار مطولا. وفى آخره: وكان بين موت كعب ومبعث النبى- صلى الله عليه وسلم- ٥٦٠ سنة» (٣) الفحوى: معنى الكلام ولحنه وفيها لغات ويروى نجواء بدل فحواء، و (حين العشيرة تبغى) بدلا من (إذا-