للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ مَا يُصَحّحُهُ، وَهُوَ أَنّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَيْنَ أَبِي؟ فَقَالَ: فِي النّارِ، فَلَمّا وَلّى الرّجُلُ، قَالَ عَلَيْهِ السّلَامُ: إنّ أَبِي وَأَبَاك فِي النّارِ «١» ، وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَقُولَ نَحْنُ هَذَا «٢» فِي أَبَوَيْهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السّلَامُ: لَا تُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ بِسَبّ الْأَمْوَاتِ، وَاَللهُ عَزّ وَجَلّ يَقُولُ: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ]


(١) فى رواية مسلم: فلما قفا: دعاه، فقال: إن أبى وأباك فى النار. والحديث رواه أبو داود أيضا. وقيل عن الرجل الذى سأل: أنه أبو رزين العقيلى أو حصين بن عبيد والد عمران. وفى مسند أحمد أن أبا رزين سأل عن أمه: أين هى، فقال: كذلك. هذا، وقد ذكر البيهقى عدة أحاديث فى هذا، ثم قال بعد روايته لها فى دلائل النبوة: «وكيف لا يكون أبواه وجده- عليه الصلاة والسلام- بهذه الصفة فى الاخرة، وقد كانوا يعبدون الوثن، حتى ماتوا، ولم يدينوا دين عيسى بن مريم عليه السلام، وكفرهم لا يقدح فى نسبه- عليه الصلاة والسلام- لأن أنكحة الكفار صجيحة. ألا تراهم يسلون مع زوجاتهم، فلا يلزمهم تجديد العقد، ولا مفارقتهن إذا كان مثله يجوز فى الإسلام» ويقول ابن كثير: «وإخباره عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافى الحديث الوارد عنه من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون فى العرصات يوم القيامة كما بسطناه سندا ومتنا- فى تفسيرنا- عند تفسير قوله تعالى: (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء: ١٥. فيكون منهم من يجيب، ومنهم من لا يجيب. فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب، فلا منافاة ولله الحمد والمنة» ص ٢٨١ ج ٢ البداية، ورغم هذا فإنى أذكر بقول الله: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت، ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) البقرة: ١٤١.
(٢) إذا سئلنا صدعنا بالحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>