فَصْلٌ: وَذُكِرَ خَبَرُ اللهَبِيّ الْعَائِفِ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَلَهَبُ: حَيّ مِنْ الْأَزْدِ: وَقَالَ غَيْرُهُ: وَهُوَ لَهَبُ بْنُ أَحْجَن بْنِ كعب بن الحارث بن كعب ابن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ. وَهِيَ الْقَبِيلَةُ الّتِي تُعْرَفُ بِالْعِيَافَةِ وَالزّجْرِ «١» . وَمِنْهُمْ اللهَبِيّ الّذِي زَجَرَ حِينَ وَقَعَتْ الْحَصَاةُ بصلعة عمر
(١) العيافة: تتبع آثار الأقدام والأخفاف والحوافر فى المقابلة للأثر، وهى التى تكون فى تربة حرة تشكل بشكل القدم. وقد اشتهر بها قديما بنو مدلج قبيلة من كنانة وبنو لهب «بلوغ الأرب للألوسى، وانظر ص ٤٩١ الاشتقاق، واللسان فى مادة لهب» والزجر: الاستدلال بأصوات الحيوانات وحركاتها وسائر أحوالها واستعلام ما غاب عنهم. ويقول ابن خلدون عنه: هو ما يحدث من بعض الناس من التكلم بالغيب عند سنوح طائر أو حيوان. ويقول ابن القيم فى مفتاح دار السعادة عنه: «وأصل هذا أن العرب كانوا يزجرون الطير، والوحش ويثيرونها، فما تيا من منها وأخذ ذات اليمين سموه سانحا، وما تياسر منها سموه: بارحا، وما استقبلهم منها فهو: الناطح، وما جاءهم من خلفهم فهو القعيد.. ومن العرب من يتيمن بالسانح ويتشاءم بالبارح ومنهم غير ذلك. وقيل عن السالح والبارح غير هذا. ويقول الأزهرى: العيافة: زجر الطير، وهو أن يرى طائرا، أو غرابا، فيتطير، وإن لم ير شيئا، فقال بالحدس كان: عيافة أيضا، وفى القاموس: العائف: المتكهن بالطير، وكل هذا حرمه الإسلام، وقيل فى تعريفهما غير ذلك.