فَحَدّثَاهُ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى الله عليه وسلم- بالحديث المتقدم،
عنقها حين ماتت، فخرج إلى الناس، فقال: انصرفوا رحمكم الله، فإن لها أهل دين هم أولى بها منا ومنكم، فاستحسن ذلك منه. يقول عنه ابن سبة: «كان الحارث ابن عبد الله شريفا كريما دينا وسيدا من سادات قريش» وله قصص طريفة مع أخيه الشاعر عمر بن عبد الله بن أبى ربيعة. انظر ص ٣١٨ نسب قريش ط ١ وص ١١٤ المجلد الأول من الأغانى طبع لبنان. وفى حديث مسلم عما ذكره الروض عن هذا أن الحجاج لما قتل ابن الزبير كتب إلى عبد الملك يخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة، فكتب إليه عبد الملك: إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير فى شىء، أما ما زاده فى طوله فأقره، وأما ما زاد فيه من الحجر، فرده إلى بنائه، وسد الباب الذى فتحه، فنقضه وأعاده إلى بنائه. وفى برواية أخرى أن الحارث بن عبد الله وفد على عبد الملك بن مروان فى خلافته، فقال عبد الملك: ما أظن أبا خبيب سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها، فقال الحارث: «بلى أنا سمعته منها. قال: سمعتها تقول ماذا؟ قال: قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إن قومك استقصروا من بنيان البيت ولولا حداثه عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا، فإن بدا لقومك من بعدى أن يبنوه فهلمى لأريك ما تركوا منه، وأراها قريبا من سبعة أذرع. هذا حديث عبد الله بن عبيد بن عمير فى مسلم، وزاد عليه الوليد بن عطاء: قال النبى صلى الله عليه وسلم: ولجعلنت لها بابين موضوعين فى الأرض، شرقيا وغربيا، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها؟ قالت: قلت: لا. قال: تعززا ألا يدخلها إلا من أرادوا، فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه حتى يرتقى، حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط» . وفى رواية: أن عبد الملك قال: قاتل الله ابن الزبير حيت يكذب على أم المؤمنين- ثم ذكر حديث عائشة- فقال الحارث لا تقل هذا يا أمير المؤمنين؛ فإنى سمعت أم المؤمنين تحدث هذا. قال: لو كنت سمعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير. ويقول ابن كثير: فهذا الحديث