(١) بضم الدال وفتحها: الدخان، ويقول ابن الأثير فى النهاية: وفسر فى الحديث أنه أراد بذلك: (يوم تأتى السماء بدخان مبين) وقيل إن الدجال يقتله عيسى عليه السلام بجبل الدخان. انتهى فيحتمل أن يكون أراده تعريضا بقتله، لأن ابن صياد كان يظن أنه الدجال، وحديث ابن صياد متفق عليه، وَفِيهِ أَنّ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لابن صياد: ماذا ترى؟ قال ابن صياد: يأتينى صادق وكاذب، قَالَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خلط عليك الأمر، قَالَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنى خبأت لك خبيئا وخبأ له. (يوم تأتى السماء بدخان مبين) فقال: هو الدّخ، فقال: اخسأ: فلن تعدو قدرك الحديث. وإذا كان الله سبحانه قد نفى علم الغيب عن الجن وعن الملائكة وعن الرسل، فكيف يجوز لنا أن ننسب إلى دجال كابن صياد أنه كان يعرف الغيب؟ ولا أظن أن رسول الله «ص» - على فرض الصحة- قصد من الاختبار هل يعرف ابن صياد الغيب أو لا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم يؤمن قبل هذا بأن الله وحده هو عالم الغيب، وأنه لا ابن صياد، ولا غيره يعلمون من الغيب شيئا. إنما قصد الرسول بالاختيار أن يظهر أمام الحضور وأن يوضح حقيقة ابن صياد. وهى أنه مفتر كذاب، وأن علم الغيب إنما هو لله وحده.